معنى قوله تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ
- التفسير
- 2021-06-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (113) من المرسل م.ص.إ من إيران من مدينة الأهواز، يقول: ما معنى الآية الكريمة إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ[1].
الجواب:
ذكر الله -جل وعلا- أصناف الناس في سورة الواقعة، وذكر من الأصناف صنفاً ضالاً عن طريق الهدى في الدنيا ذكرهم بقوله تعالى: "وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44)"[2] فلما بينهم وبين جزاءهم يوم القيامة قد يسأل سائل فيقول: لماذا يجازون بهذا الجزاء؟ فأجابهم الله عن هذا السؤال بقوله تعالى: "إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ"[3].
يعني أنهم كانوا في الدنيا ليسوا على جادة الحق بل على طريق الباطل، وقد انصرفوا عن طريق الحق بقصد منهم وانغمسوا في طريق الترف وترفيه أنفسهم فلم يكلفوا أنفسهم بصلاة ولا صيام ولا حج ولا أداء زكاة إلى غير ذلك من سائر تكاليف الشريعة.
وبالجملة لم يكلفوا أنفسهم بأداء أركان الإيمان ولا أركان الإسلام ولا أداء سائر التكاليف التي أوجبها الله عليهم وانصرفوا إلى طريق الرفاهية والتنعم بنعيم الدنيا، فلما انصرفوا عن طريق الحق على هذا الشكل إلى طريق الباطل على النحو الذي ذكره الله تعالى جازاهم بما ذكره من الجزاء في هذه الآية، وما ذكره من الجزاء في مواضع أخرى من القرآن، وبالله التوفيق.