Loader
منذ سنتين

حكم الأكل من بيت الذي يتعامل مع الجن ويرقى بالرقى الشركية


الفتوى رقم (4629) من المرسل ح. ح، يقول: خالي يتعامل مع الجن ويرقي بالرُقى الشركية أردتُ أن أنصحه عدّة مرات؛ ولكن أمي شددت عليّ، وقالت لي إذا كلمته لن أكلمك، وخاصةً أن هذا العمل يسر له الرزق ويسره له في أكل عياله، فهل يجوز الأكل من بيته؟

الجواب:

        أما من جهتك أنت فقد أحسنت في نصحك له وبيان أن هذا العمل منكر، وبالنسبة لأمك فإنها آثمةٌ في منعها لك وفي تهديدها لك بأنك إن كلمته يعني نصحته فإنها لن تكلّمك، فعملها هذا عملٌ تأثم عليه؛ لأنه عملٌ محرمٌ.

        وأما بالنسبة لخالك، فإن عمله هذا عملٌ محرمٌ؛ فمنه ما يكون شرك أكبر، ومنه ما يكون وسيلة من وسائل الشرك، والكسب الذي يحصلُ له من هذا كسبٌ حرام، فلا يجوز له الأكل منه، ولا يجوز له أن ينفق على عياله منه، ولا يجوز لك أن تأكل منه أنت.

        وأما ما ذكرت من أنه تيسر له الرزق وكثر، فهذا من باب الاستدراج، ولهذا يقول النبي ﷺ: « إذا رأيت الله يُعطي العبد وهو مقيمٌ على معاصيه، فاعلم أنما هو استدراج »[1]، فهذا من باب الاستدراج له.

        وهذا فيه تنبيه على كل شخصٍ يتعامل بما حرّم الله جلّ وعلا مثل الأشخاص الذين يستعملون السحر، أو الذين يبيعون ويشترون بالمخدرات، والذين يتعاملون بالمعاملات المالية المحرّمة مثل الربا، فلا يغتر الشخصُ بكثرة ما يأتيه من مال مع استمراره في معصية الله جلّ وعلا، فلا يتصور هذا الشخص أن يكون هذا من علامة رضا الله جلّ وعلا، ولكنه استدراجٌ من الله جلّ وعلا، يقول الله تعالى: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}[2].

        فعلى الشخص أن يحرص على تجنب هذه الأمور {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[3]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[4]، ويقول الرسول ﷺ: « من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ».

        وينبغي أن تستمر على نصح خالك، وبإمكانك أن تستعين بمن ينصحه من الأشخاص الذين يستحي منهم، وليس نصحك له فيه مخالفة لأمك؛ لأن أمك عاصية في كلامها ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه أحمد في مسنده (28/547)، رقم(17311).

[2] من الآيتين (182-183) من سورة الأعراف.

[3] من الآيتين (2-3) من سورة الطلاق.

[4] من الآية (4) من سورة الطلاق.