يشتغل في محلٍ تجاري لبيع بعض السلعة بالمفرد، ويحدد صاحب المحل سعر السلعة. لكنه يزيد في القيمة ويأخذ الفرق
- البيوع والإجارة
- 2021-07-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5211) من المرسل ع. م. ص، من الرياض، يقول: أنا عامل أشتغل في محلٍ تجاري لبيع بعض السلعة بالمفرد، ويحدد صاحب المحل سعر السلعة. وإذا جاء المشتري زدت عليه على الثمن الذي حدده صاحب المحل، وتكون هذه الزيادة مختلفة في القلة والكثرة والتوسط، وآخذها ولا يدري صاحب المحل؛ لأنه يحاسبني على حسب السعر الذي حدده وأنا أتقاضى منه راتباً، فهل يحل لي ما آخذه من المشتري؟
الجواب:
الأجير راعٍ على ما استأجر عليه، فكلّ شخص استأجر على عملٍ فإنه مؤتمن عليه ويؤدي هذا العمل استؤجر عليه كما هو مطلوبٌ منه على الوجه الشرعي، ولا فرق في ذلك بين أن يكون الشخص أجيراً على محلٍ تجاري أو غير ذلك من الأعمال.
وهذا الأجير الذي جاء في السؤال يأخذ أجرةً من صاحب المحل في مقابل العمل الذي يؤديه لصاحب المحل، وهو التزامه بفتح المحل في الوقت المحدد بينه وبين صاحب المحل، ومطلوبٌ منه أن يبيع السلع على حسب ما حدده له صاحب المحل، ولا يجوز له أن يزيد على المشتري.
وبما أن السؤال جاء فيه أنه يزيد على المشتري قصداً ويأخذ هذه الزيادة، وأن صاحب المحل لا يعلم في ذلك؛ فهذا الكسب الذي يأخذه من الكسب الحرام. والله -جلّ وعلا- طيبٌ لا يقبل إلا طيباً؛ فعلى كلّ شخصٍ اؤتمن على عملٍ أن يتقي الله في هذا العمل سراً وعلانية، ولا تحصل منه خيانةٌ لهذا العمل. يقول الله -جلّ وعلا-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"[1] فقد يظهر الشخص بمظهرٍ لائقٍ أمام الناس؛ ولكنه في باطن الأمر فيما بينه وبين الله -جلّ وعلا- تحصل منه الخيانة. والله -جلّ وعلا- يقول: "يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا"[2]، ويقول -جلّ وعلا-: "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"[3].
فواجبٌ على الشخص أن تكون عنده مراقبة لله -جلّ وعلا- سراً وعلانية، وليعلم أن الكسب الذي يأخذه بغير سببٍ شرعي أنه محرمٌ عليه وأنه سيحاسب عليه يوم القيامة. يقول الله -جلّ وعلا-: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"[4]، ويقول -جلّ وعلا-: "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"[5].
فعلى العبد أن يتقي الله وأن يتحرى الكسب الطيب، وأن يتجنب الكسب الخبيث. وبالله التوفيق.