الفتوى رقم (4556) من المرسل خ. م. ع من المدينة النبوية، يقول: ما الكتب التي تأمروني بقراءتها في علم الحديث الشريف؟

الجواب:

          الشخص عندما يريد أن يتعلم علماً، فإن هذا العلم له كتبه وله رجاله الذين يعلمونه.

          فعلى الشخص أن يراجع الأشخاص الذين يُعلمون هذا العلم ويأخذ نصيحتهم باختيار الكتب المناسبة له حسب وضعه ويكون ذلك بالتدريج.

          فعلى سبيل المثال الشخص إذا أراد أن يتعلم تفسير القرآن فتفسير القرآن يحتاج إلى مجموعة من العلوم التي تكون مفاتيح لمعرفة معاني القرآن، فمن ذلك علم مفردات اللغة، لأنه بذلك يعرف معاني مفردات القرآن، ويحتاج إلى معرفة العلاقة بين معاني المفردات وهذا يُرجع فيه إلى علم الاشتقاق في اللغة، ويحتاج إلى معرفة بنية الكلمة من كلمات القرآن وما يدخلها من زيادة أو نقصٍ، وكذلك من ناحية الحركات وهذا خاصٌ بعلم التصريف.

          ويحتاج إلى معرفة الجمل، جمل الآيات القرآنية من ناحية الإعراب، وهذا في علم النحو، ويحتاج أيضاً إلى معرفة علم المعاني وإلى علم البيان، وكذلك يحتاج إلى سائر علوم البلاغة، ويحتاج إلى معرفة علم القراءات، ويحتاج إلى معرفة أسباب النزول، ويحتاج إلى معرفة السنة؛ لأنها تكون مفسرةٌ للقرآن، ويحتاج إلى معرفة علم أصول الفقه، ويحتاج إلى معرفة الناسخ والمنسوخ، ويحتاج إلى معرفة كلام المفسرين يعني من ناحية علم العقائد، ومن ناحية علم الفقه يحتاج إلى الاطلاع عليه، ويحتاج إلى ذكاءٍ فطري يهبه الله جل وعلى له.

          فهذه أموٌر يحتاج إليها الشخص الذي يريد أن يتعلم تفسير القرآن، وقد يبدو في ذهن الشخص أنه إذا أراد أن يتعلم تفسير القرآن أنه يكتفي بقراءة تفسير من التفاسير مثلاً ويقتنع بذلك وهذا تصورٌ قاصرٌ، فهذه علومٌ يحتاج إليها من يريد أن يتعلم تفسير القرآن.

          وأما بالنظر إلى الشخص الذي يريد تعلم السنة فهو أيضاً في حاجةٍ إلى أن يبدأ من البداية  من ناحية الأحاديث، ومن ناحية مصطلح الحديث هذا بالإضافة إلى معرفة أسباب ورود الحديث، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، وكذلك بالنظر إلى معرفة علوم اللغة ما يتعلق بالمفردات وما يتعلق بالتركيب، وكذلك بالنظر إلى كلام شُراح الحديث على الأحاديث، ويحتاج إلى شخص يكون قدوةً له يتعلم عليه، وهكذا عندما يريد أن يتعلم التوحيد ويتعلم الفقه أو سائر العلوم، ونظراً إلى أن وقت البرنامج ضيق فإنني اكتفي بما ذكرته وهو مجرد تمثيلٍ يقيس عليه الشخص مالم يذكر. وبالله التوفيق.