ما الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر؟ مع التمثيل. وهل صاحب الشرك الأكبر مخلد في النار؟
- توحيد الألوهية
- 2022-02-13
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11474) من المرسلة السابقة، تقول: ما الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر؟ مع توضيح ذلك بمثال. وهل صاحب الشرك الأكبر مخلد في النار؟
الجواب:
الشرك الأكبر يكون شركاً في العبادة، وشركاً في المحبة، وشركاً في الإرادة والقصد وغيرها.
وحكمه: إذا مات عليه الإنسان فهو خالد مخلّد في النار.
وأما الشرك الأصغر: مثلاً الحلف بغير الله يجري على لسانه دون تعظيم له. لكن لو حلف بغير الله معظماً له كتعظيم الله فهذا من الشرك الأكبر؛ لكن إذا جرى على لسانه دون تعظيم فهذا يكون من الأصغر. ومثل الرياء يدفع المال ليقال: هذا الإنسان كريم، أو يتعلم العلم من أجل أن يقول الناس: هذا الإنسان عالم.
وحكمه: أنه إذا مات عليه الإنسان لا يغفر له؛ لعموم قوله -جلّ وعلا-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[1].
لكن الله إما أن يقتص منه، والاقتصاص منه أنه يأخذ من حسناته بقدر الشرك ثم يدخله الجنة، أو أنه يدخله النار ويطهره، ثم بعد ذلك يخرجه إلى الجنة كأصحاب المعاصي الكبيرة التي لا تدخل إلى درجة الكفر الأكبر أو الشرك الأكبر؛ يعني: المعاصي التي لا تصل إلى هذا الحد؛ هذه تحت مشيئة الله: إن شاء عفا عنه، وإن شاء أدخله النار وطهره؛ لكن الشرك الأصغر تحت المشيئة ليس من جهة المغفرة؛ وإنما من جهة أن يأخذ الله من حسناته بقدر شركه، وإما أن يدخله الله النار ويطهره، وبعد ذلك يدخله الجنة لعموم قوله: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ. وبالله التوفيق.