Loader
منذ سنتين

هل تقرأ سورة الملك يومياً قبل النوم، أم يكفي حفظها ومراجعتها بين الحين والآخر؟


  • فتاوى
  • 2022-02-02
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10545) من المرسلة أ. أ، تقول: نحن نعلم فضل سورة الملك، فهل لنا أن نقرأها يومياً قبل النوم، أم يكفي حفظها ومراجعتها بين الحين والآخر؟

الجواب:

        لا مانع من أن يقرأها الإنسان عند النوم، ولو قرأها قبل النوم وفي أوقات أخرى فلا مانع من ذلك.

        لكن أنا أنصح بشيء أوسع من هذا وذلك أن القرآن يشتمل على ما يزيد على ثلاثمائة ألف حرف؛ بمعنى: إن الجزء الواحد يشتمل على عشرة آلاف حرف. وعلى هذا الأساس فالشخص يستطيع أن يقرأ الجزء في ربع ساعة، أو ثلث ساعة، أو نصف ساعة، أو ساعة؛ فيجعل له ورداً من القرآن يقرؤه بعد العصر، يقرؤه بعد المغرب، يقرؤه بعد العشاء؛ المهم أنه يجعل له جزءاً من القرآن يقرؤه يومياً يختم القرآن في ثلاثين يوماً، أو في عشرين يوماً، أو خمسة عشر يوماً؛ كل على حسب ظروفه؛ لكنه لا بد أن يجعل له جزءا منه؛ لأن قراءة القرآن كما أن فيها أجراً عظيماً عند الله قد جاءت أدلة كثير تدل على فضل القرآن وعلى فضل تلاوة القرآن، ولهذا يُقال لقارئ القرآن يوم القيامة: « اقرأ وارق في درج الجنة فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها »، فمن كان قارئاً للقرآن لا ينبغي أن يهجره.

        فعلى هذا الأساس يجعل له مقداراً من القرآن. الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يحزّبون القرآن ثلاثة أحزاب، وخمسة، وسبعة، وتسعة، وأحد عشر، وثلاثة عشر، وحزب المفصل واحد؛ بمعنى: إنهم في اليوم الأول يقرؤون من أول القرآن إلى نهاية سورة النساء. وفي اليوم الثاني من أول سورة المائدة إلى آخر سورة براءة. وفي اليوم الثالث من أول سورة يونس إلى آخر سورة النحل. وفي اليوم الرابع من أول سورة الإسراء إلى آخر سورة الفرقان. وفي اليوم الخامس من أول سورة الشعراء إلى آخر سورة يس. وفي اليوم السادس من أول سورة والصافات إلى آخر سورة الحجرات. وفي اليوم السابع من أول سورة قاف إلى آخر القرآن. وفي اعتقادي أن الشخص إذا حزّب القرآن على هذا الوجه وصار يختمه في كل أسبوع أن هذا لن يكلفه شيئاً كثيراً، ولهذا إذا رأينا كيف نقضي الأوقات لو أن الإنسان حاسب نفسه خلال أربع وعشرين ساعة نظر إلى هذا الزمن وقسّمه إلى أقسام:

        القسم الأول: الذي فعله من الواجبات.

        القسم الثاني: الذي فعل فيه من المستحبات.

        القسم الثالث: ما ضاع منه؛ يعني: مرّ وقت لم يستفد منه.

        والقسم الرابع: ما عمل فيه شيئاً مما حرّم الله -جلَّ وعلا-.

        فيحاسب الإنسان نفسه ويستفيد من الوقت أموراً يجد ثوابها عند الله -جلَّ وعلا-. وبالله التوفيق.