Loader
منذ سنتين

حكم الصلاة في مكان فيه تصاوير


الفتوى رقم (106) من المرسلة  ح.ح  من اليمن - عدن، تقول: ما حكم من صلى في غرفة يوجد فيها صور وتماثيل؛ لأنني سمعت أن البيت الذي يوجد به صورة لا تدخله الملائكة، وأنا عندي غرفة لا يوجد فيها أي صور ولا تماثيل وأصلي فيها وأقرأ القرآن، هل تدخل الملائكة الغرفة من دون البيت؟

الجواب:

        هناك ظاهرة من الظواهر وُجدت عند بعض المسلمين، وهي من الأمور التي تأثروا بها من جهة الكفار، هذه الظاهرة هي أن الشخص في بيته أو في غرفته يكون مغرماً بتعليق الصور، والصور التي يعلقها تكون على حسب رغبته، فإذا كان محباً للأشخاص الإداريين كالملوك والوزراء والأمراء إلى غير ذلك يجعل غرفته مملوءة من هذا النوع، وإذا كان محباً للنساء فإنه يجعل في غرفته جملة من هذا النوع، وإذا كان يحب الفنانين والمصورين فإنه يجعل في غرفته شيئاً من ذلك على حسب رغبته.

        وكذلك في الصور المجسمة؛ لأن الصور تكون مجسمة وتكون أيضا غير مجسمة، فيجعل هذه التماثيل في غرفته تكون مثلاً صور أوادم أو صور حيوانات أو غير ذلك من الصور، ومع الأسف فإن كثيرا من المحلات إذا دخلها أحد كالمجالس العامة عند بعض الأشخاص توجد فيها هذه الأشياء.

        ومن المعلوم أنه لا يجوز للشخص أن يبقي هذه الأشياء في بيته؛ لما ورد من الأدلة الدالّة على تحريم التصوير، ولعن المصورين.

        والشخص الذي يقتني هذه الصور يكون داخلاً في عموم اللعن، ومن فرق بين الصور المجسدة والصور غير المجسدة فهذه التفرقة ليس عليها دليل شرعي يدل على تخصيصها؛ ذلك أن الأدلة التي جاءت دالّة على تحريم التصوير هي عامة، ومن القواعد المقررة في علم الأصول أنه يجب أن يُبقى العام على عمومه حتى يرد دليل يدل على تخصيصه ببعض أفراده، وإذا حُمل العام على بعض أفراده دون دليل يدل على هذا الحمل فهذا صرف للدليل عن ظاهره الراجح إلى تأويله المرجوح دون مبرر لذلك، وهذا مخالف للقواعد العلمية.

        وبناء على ذلك يجب على السائلة أن تزيل جميع ما عندها من الصور في الغرفة التي ذكرتها وما مضى من صلاتها في هذه الغرفة فنرجو أن يعفو الله عنها أما مستقبلاً فيجب عليها أن تزيلها وأن تستغفر الله وتتوب إليه لعل الله أن يتوب عليها، وبالله التوفيق.