Loader
منذ سنتين

نصيحة لمن يريد حفظ القرآن وحفظ السنة


الفتوى رقم (3631) من المرسل م. ع من مصر - شمال سيناء-، يقول: أريد حفظ القرآن الكريم ودراسة الحديث، فبم تنصحوني؟

الجواب:

 القرآن الكريم عندما يريد الشخص أن يقرأه نظراً فإنه يقرؤه على مدرّسٍ يُتقن قراءة القرآن، ويعلم أحكام التجويد. وإذا كان يريد أن يحفظ القرآن، فبعدما يتقنه نظراً يبدأ بالحفظ.

ومما يسهّل حفظ القرآن أن يحدد موضوعاً معيناً من السورة، وهذا الموضوع يعالج أمراً من الأمور.

فعلى سبيل المثال عندما يريد أن يحفظ سورة البقرة، يبدؤها من أولها فيقتطع الجزء الأول إلى قوله تعالى: "وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"[1]، وهذا فيه بيان صفات المؤمنين وما لهم من الجزاء.

والمقطع الثاني من قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ"[2] وهذا المقطع في بيان صنفين من الناس، الكفار وما لهم من الجزاء، والمنافقون وما لهم من الجزاء. وسبب جزاء الكافرين، وسبب جزاء المنافقين.

ثم من قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ"[3] إلى قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً"[4] هذه الآيات فيها أحكامٌ عن التوحيد وما يتصل به.

        ويوجد في بعض المصاحف المطبوعة (طبعة في إسطنبول) يوجد فيها تقسيم للسور على الموضوعات، فبعدما يحدد هذا المقطع يرجع إلى معرفة تفسير مفرداته، ويرجع إلى تفسيرٍ من التفاسير لمعرفة أسباب النزول، إذا كانت الآيات لها سبب نزول؛ وكذلك يعتني بمعرفة الناسخ والمنسوخ، ويعتني بفهم معنى الآيات على سبيل العموم، ويفهم ما تدل عيه من أحكام، وما ترشد إليه من آداب عامة، وبعد ذلك يحفظ الآيات. فإن استعمال هذه الأمور قبل حفظ الآيات التي يريد، يسهّلها عليه، وعندما يحفظ شيئاً من القرآن عن ظهر قلب لا يستعيده من المصحف، وإنما يستعيده من حفظه، وذلك من أجل أن يعتاد تكرار القرآن بدون الرجوع إلى مصحفٍ، وبإمكانه أن يجعل شخصاً بيده مصحف، من أجل التأكّد من صحة قراءته ومن حفظه.

أما بالنظر للسُّنة: بإمكانه أن يرجع إلى كتب السنة، ويبدأ من البخاري فيقرأ الأحاديث، وينظر في شرح العلماء لها، وينظر في صحة هذه الأحاديث إذا كان الحديث في كتابٍ لم يُنبّه عليه بالصحة. المهم أنه يعتني بمفردات الحديث، وسبب الحديث إذا كان له سبب؛ وكذلك يفهم المعنى العام للحديث، وما يستنبط من الحديث من أحكامٍ وآدابٍ عامة، ويتدرج على هذه الطريقة في كلّ يومٍ يقرأ حديثين أو ثلاثة، ويسأل ربه أن يوفقه لما يحبه ويرضاه. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (5) من سورة البقرة.

[2] من الآية (21) من سورة البقرة.

[3] من الآية (21) من سورة البقرة.

[4] من الآية (30) من سورة البقرة.