Loader
منذ سنتين

هل الإحساس بعدم رضا الله والتشاؤم من الشيطان؟


  • فتاوى
  • 2021-12-24
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4715) من المرسلة السابقة، تقول: هل إحساسي بعدم رضا الله عني، والتشاؤم الدائم، هل هذا من الشيطان، مع العلم بأني أحاول التخلص من هذا، وأحياناً أحس بأني سعيدة جداً، ولكن سرعان ما يسيطر عليّ ذلك الإحساس مرة أخرى، فماذا أفعل كي أتخلص من هذا، جزاكم الله خيرا.

الجواب:

        الشيطان له مواقف يقف مع كل إنسان بحسبه؛ فإذا كان الشخص منحرفاً عن طريق الخير، يترك ما أمره الله به، ويفعل ما حرمه الله عليه، فإن الشيطان يحاول مع هذا الشخص على تثبيته على هذه الحالة، وإذا كان الشخص يمتثل ما أمره الله به، وينتهي عما حرمه الله عليه، فإن الشيطان يدخل معه مداخل متعددة؛ منها أنه قد يثبطه عن فعل الأشياء المأمور بها على أكمل وجه؛ بمعنى: أنه يوقع في نفسه الاكتفاء بأدنى حد مجزئ، ويثبطه عن جميع فضائل الأعمال سواء كانت هذه الفضيلة تابعة لأمر واجب، أو كانت هذه الفضيلة مستقلة، الفضيلة التابعة لواجب، مثل: ما يزيد الإنسان من التسبيح في الركوع عن الواحدة؛ لإن قوله سبحان ربي العظيم في الركوع مرة واحدة، هذا هو الواجب، فيحاول الشيطان أن يثبطه، فلا يأتي بزيادة عن هذا التسبيح، وهكذا الاقتصار على تسبيحة واحدة في السجود، وكذلك يكتفي بأدنى حد من الركوع، وأدنى حد من السجود، وهكذا.

        وبالنظر للفضيلة المستقلة، مثل: نوافل العبادات مثل صلاة الضحى، وصلاة الليل، ومثل الرواتب التي قبل الظهر وبعد الظهر، وبعد المغرب، وبعد العشاء، وقبل الفجر، وكذلك يثبطه عن التطوع.

        وإذا كان يأتي بالأشياء الواجبة، ويأتي بالأشياء الفاضلة، يدخل معه الشيطان مدخلاً آخر، وهو أنه يشككه في قبول الله - جل وعلا - لهذا العمل، ويحصل عنده كثير من الوساوس والأوهام والشكوك، ولاشك أن هذا من مداخل الشيطان التي يدخل معها على الإنسان، فقد يقول الإنسان: بما أن هذا الشيء غير مقبول، لماذا أتعب نفسي؟

        وقد حدث عند شخص من الأشخاص مثل هذا النوع، أن وصل به الأمر -هو يتحدث عن نفسه- يقول: أمر على المسجد وهم يصلون الفريضة، ولا أصلي؛ لإني أقول في نفسي إنها ليست بمقبولة مني، فلماذا أتعب نفسي؟ فلاشك أن هذا من نزغات الشيطان.

        والعلاج الذي يستعمله الشخص لهذه الأمور، هو: أنه يرفض جميع ما يأتيه من الأمور المخالفة لشرع الله جل وعلا، وجميع الاقتراحات التي تأتي من الشيطان لاشك أنها مخالفة لشرع الله جل وعلا.

        فعلى الشخص أن يتنبه ولا يغتر بما يعمله من أعمال صالحة؛ ولكن لا ينبغي أن ينظر إلى هذه الأعمال ويقول إن الله لن يقبلها، بل على العبد أن يفعل الأسباب، والله -سبحانه وتعالى- أرحم بالعبد من نفسه. وبالله التوفيق.