الفتوى رقم (11410) من المرسل السابق، يقول: نرجو إيضاح مسألة قصر الصلاة للمسافر متى يقصر؟ وما مدة القصر؟

 الجواب:

        الشخص عندما يسافر تارة يكون سفره معصية؛ مثل: الأشخاص الذين يسافرون من أجل أن يفسدوا في الأرض؛ فهؤلاء لا يجوز لهم أن يترخصوا برخص السفر لا من جهة الجمع، ولا من جهة القصر، ولا من جهة الإفطار؛ لأن هذا يكون من إعانتهم على الإثم والعدوان. والله -سبحانه وتعالى- نهى خلقه أن يتعاونوا على الإثم والعدوان، فمن باب أولى ألا يشرع شيئاً يكون فيه إعانة على الإثم والعدوان.

أما إذا كان السفر مشروعاً:

        فإن بدء حكم السفر يكون إذا فارق الشخص عامر قريته؛ هذا من جهة بدء الحكم. وللشخص أن يقصر وأن يجمع إذا كان سائراً في الطريق.

        إذا أراد أن يسافر مسافة ثمانين كيلو فما فوق فإنه يقصر ويجمع.

وإذا أقام ببلد ونوى الإقامة أكثر من أربعة أيام فإنه لا يترخص برخص السفر لا من جهة القصر أو الجمع؛ وكذلك من ناحية الفطر.

        أما إذا نوى إقامة أربعة فما دون فإنه يترخص برخص السفر. والأفضل أن يصلّي كلّ صلاة في وقتها؛ يصلّي الظهر ركعتين في وقتها، ويصلّي العصر ركعتين في وقتها، ويصلّي المغرب ثلاث ركعات في وقتها، ويصلّي العشاء ركعتين في وقتها. فإذا جمع فإن الجمع يكون صحيحاً، لكن الأفضل كما ذكرته. وبالله التوفيق.