Loader
منذ سنتين

في قول الله {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، وقوله -سبحانه-: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}. ما المقصود بالصبر هنا؟


  • فتاوى
  • 2022-01-27
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9512) من المرسلة خ. ع من الرياض، تقول: في قول الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[1]، وقوله -سبحانه-: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}[2].

        ما المقصود بالصبر هنا؟ هل هو فقط الصبر على الطاعة والعبادة والبعد عن المعاصي ومجاهدة النفس والهوى والشيطان؛ وخاصةً في زماننا هذا الذي يعج بالملهيات، وأصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر؟ أو الصبر أعم وأشمل ويضاف عليه الصبر على مصائب الدنيا؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- شرع لعباده شريعة مشتملة على الأوامر والنواهي، وجعلها قسمين:

        القسم الأول: ما هو فرض عين من جهة فعله، أو كان من جهة تركه.

        والقسم الثاني: فرض كفاية.

        ففرض العين هذا واجبٌ على كل مكلفٍ أن يتعلم من شريعة الله ما يبين له كيفية العمل ومقداره ومكانه وزمانه.

        فعلى سبيل المثال: يتعلم كيفية الطهارة، كيفية التيمم، كيفية الوضوء، كيفية الغسل. يتعلم -أيضاً- كيفية الصلاة ويعرف مواقيتها؛ إلى غير ذلك. فيعلم ما أمر به، ويعلم ما نهي عنه على سبيل فرض العين، فيصبر على أداء الأوامر وعلى تعلمها من جهة، وعلى العمل بها من جهةٍ أخرى؛ يعني: يعمل بها في نفسه، وإذا توسع ودعا الناس إلى العمل بها إلى تعليمهم وإلى عملهم بها؛ فهذا خيرٌ على خير.

        وهكذا بالنظر للنواهي يتركها لا يسرق، لا يزني، لا يشرب الخمر، لا يأخذ الرشوة؛ إلى غير ذلك من المحرمات، فيصبر على فعل الأوامر، ويصبر على ترك النواهي.

        من جانبٍ آخر: الإنسان بشر ومعرضٌ للابتلاء والامتحان من الله -جلّ وعلا-: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}[3] فالإنسان يصاب بمصيبةٍ من المصائب في نفسه، في ولده، في ماله؛ إلى غير ذلك، فيصبر ويحتسب الأجر. فهذه ثلاثة أنواع من الصبر: الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله -جلّ وعلا-، فيحتسب الإنسان، وبهذا يكون بمنزلة الصابر. وبالله التوفيق



[1] من الآية (10) من سورة الزمر.

[2] الآية (12) من سورة الإنسان.

[3] الآية (155) من سورة البقرة.