Loader
منذ سنتين

في الحديث من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه، هل معنى ذلك بأنه لا يكون عليه أي ذنوب حتى ولو كانت من الكبائر؟


الفتوى رقم (12152) من المرسل السابق، يقول: في الحديث من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه، هل معنى ذلك بأنه لا يكون عليه أي ذنوب حتى ولو كانت من الكبائر؟

الجواب:

هذا الحديث فيه بيان رفع الإثم عن الشخص؛ ولكن الرسول ذكر أن هذا الحاج لا يقع منه شيء من المخالفات لا في القول، ولا في الفعل، ولا في القصد؛ لأن الله -تعالى- قال في شأن مكة: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[1].

فإذا تحققت هذه الأمور في الشخص ننظر بعد ذلك إلى أثر ذلك؛ لأن أثر ذلك قوله : « رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ».

هذا الحاج قد يتعلق به حقوق لله، ويتعلق به حقوق للخلق. والحقوق التي للخلق منها ما يكون من الأمور المالية، ومنها ما يكون من الأمور التي تتعلق بالعرض أو ما إلى ذلك؛ فهذا الحديث بالنظر إلى حقوق الله ليس فيه إشكال في أنه مسقط للإثم. أما بالنظر إلى حقوق الخلق فإنه لا يسقط حقوق الخلق؛ وإنما تبقى في ذمة هذا الشخص، فإن كانت حقوقاً مالية فإنه يؤديها إلى أصحابها، وإن كانت من عرض أو نحو ذلك فإنه يستبيحهم، وإن تعذرت الاستباحة فإنه يدعو لهم. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (25) من سورة الحج.