الوساوس التي تأتي المصلي بأن الله لن يغفر له
- فتاوى
- 2021-12-15
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4025) من المرسل السابق، يقول: تنتابني وساوس أحياناً، مثال ذلك: أقول: بأن الله لن يغفر لي، وأيضاً في أثناء الصلاة تنتابني وساوس غريبة جداً؛ مما يجعلني بعيداً عن الخشوع المطلوب، فهل صلاتي صحيحة؟
الجواب:
ينبغي على المسلم ألا يغتر بما يعمله من أعمالٍ صالحة، وما يتركه من أمور محرمة، فلا ينبغي أن يعجب بعمله؛ لأن عجبه هذا قد يكون سبباً في إحباط عمله هذا ورده إليه. يقول الله -جل وعلا-: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}[1]، فالمسلم إذا وفقه الله لفعل الخير وترك ما حرم الله، فهذه نعمة من نعم الله -جل وعلا- أنعم بها على هذا العبد، ثم إنه مع عمله هذا ينبغي أن يقرن به الخوف من الله -جل وعلا- أن يُرد عليه عمله، فلا يقبل لأمورٍ الله يعلمها، والعبد لا يعلمها، ولهذا كان السلف الصالح -رحمهم الله- يحرصون بقدر استطاعتهم على تقبل العمل، يعني: يرجون ربهم أن يقبل منهم، وألا يرده عليهم أشد من حرصهم على نفس العمل، ففيه فرقٌ بين كون الإنسان يأخذ بالسبب، وكون هذا السبب يؤدي وظيفته.
فالمقصود هو أنه لا ينبغي للشخص أن يعجب بعمله إذا أطاع الله، ولا ينبغي أن ييأس من رحمة الله -جل وعلا- إذا عصى الله، بل عليه أن يصدق في التوبة، فإن الله -سبحانه وتعالى- أرحم الرحمين. وبالله التوفيق.