Loader
منذ سنتين

العقوق إذا تاب منه ثم رجع إلى أمورٍ يسيرة ؛ كالغضب أو رفع الصوت، هل يعتبر هذا من العقوق وبالتالي توبته غير صحيحة؟


  • فتاوى
  • 2022-01-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8307) من المرسلة س من حائل، تقول: العقوق إذا تاب منه الإنسان ثم رجع إلى أمورٍ يسيرة، مثل: الغضب على الوالدين أو نحو ذلك أو رفع الصوت، هل يعتبر هذا من العقوق وبالتالي توبته غير صحيحة؟

الجواب:

        يقول الله -جل وعلا-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1]، فالإنسان يتعامل مع والديه على وجه مشروع؛ لأن تعامل الإنسان مع والديه سينشأ عنه أن أولاده مستقبلاً يتعاملون معه، لقوله ﷺ: « بروا آبائكم تبركم أبناؤكم »، وليس هذا خاصٌ بالأب.

        فالأم أيضاً كذلك مع أنه جاء إلى رسول الله ﷺ رجل، فقال: « يا رسول الله من أولى الناس بحسن صحبتي ؟ قال: أمك ، قال: ثم من؟ قال: أمك ، قال: ثم من؟ قال: أمك ، قال: ثم من؟ قال: أبوك ثم أدناك، أدناك ».

        فأكد الرسول ﷺ حق الأم ثلاث مرات، وذكر حق الأب مرة واحدة، فالإنسان يحسن التعامل مع والديه بالقول وبالفعل، وكذلك بالمال إذا احتاج الوالد أو احتاجت الوالدة إلى شيءٍ من ذلك.

        أما أن الشخص يتعامل مع الوالد أو مع الوالدة كتعامله مع شخصٍ في الشارع يكون سيء الخلق مع والده، مع والدته، فهذا لا يجوز له أن يفعل ذلك، ويكون آثماً بذلك، والآية التي ذكرتها في قوله تعالى: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}[2]، فمعنى ذلك أن ما كان فوق الأّف فإنه ممنوعٌ، وبالله التوفيق.



[1] الآيات (23 - 24) من سورة الإسراء.

[2] من الآية (23) من سورة الإسراء.