Loader
منذ 3 سنوات

حكم من حلف عن الامتناع عن معصية ما وحلف على أنه يخرج من دين الإسلام إن فعلها ويصوم شهرين متتابعين، وبعد فترة وقع في نفس المعصية


الفتوى رقم (1722) من المرسل ع. ز، من سوريا، يقول:  حلفت على القرآن الكريم وعاهدت نفسي أن أمتنع عن فعل أمر فيه معصية لله عزوجل وذكرت في قسمي أني أخرج من دين الإسلام وأصوم شهرين متتابعين في حال فعل هذا الأمر؛ ولكن بعد فترة وجيزة نقضت عهدي، وأنا -الآن- في حيرة من أمري ماذا أفعل، أولاً هل أكون خارجاً من دين الإسلام كما جاء في قسمي؟

ثانياً: إن صيام شهرين متتابعين هذا أمر مستحيل لأسباب كثيرة جداً لا مجال لذكرها الآن؛ بل أستطيع أن أُخرج مالاً للفقراء، فإذا كان هذا يُقبل مني، فما مقدار المبلغ المترتب عليَّ مقدراً بالريالات أو الليرات السورية؟

الجواب:

هذه المسألة هي من مسائل الأيمان؛ وأما قول الشخص: إنه كافر إن فعل هذا، فعليه أن يستغفر الله -جلّ وعلا-، وهذا الشخص مأجور على حلفه حينما أراد الامتناع عن هذه المعصية، وحلفه الذي صدر منه كان عليه أن يستمر على الوفاء به؛ ولكن للشيطان مداخل على بني آدم من وجوه مختلفة، فهو يغري الإنسان على العمل المحرم، أو يغريه على ترك الواجب، ثم بعد ذلك ينبّهه على الندم على هذا الفعل؛ فيغريه -أولاً- على الحلف، ثم بعد ذلك يغريه على فعل المحرم، ثم بعد ذلك يأتيه ويقول له: كيف تحلف، ثم بعد ذلك تفعل ما حرّم الله عليك؛ فالشيطان يتلاعب في بني آدم يتلاعب مع كلّ شخص بحسب حاله، وكان على السائل أن يستمر على ما حصل منه من الامتناع؛ ولكن نظراً إلى أنه نقض ما أبرمه فارتكب ما حرّم الله -جل وعلا-؛ فإنه آثم من جهتين:

أما الجهة الأولى: فإنه نقض ما أبرمه.

وأما الجهة الثانية: فإنه فعل المعصية، فهو آثم في هذا الأمر.

 وأما كونه نذر، أو ألزم نفسه بأن يصوم شهرين؛ فهذا نذر طاعة، والرسول -صلوات الله وسلامه عليه- يقول: « من نذر أن يطيع الله فليطِعْه »، وهذا نذر صيام شهرين، وهو حينما نذر أن يصوم شهرين هو مستطيع؛ ولكن بعدما أوقعه الشيطان في المعصية جاءه من جانب آخر، وقال له: أنت لا تستطيع الصيام كيف تصوم.

فعلى السائل أن يصوم شهرين على حسب ما ألزم به نفسه، وعليه -أيضاً- أن يستغفر الله، وأن يتوب إليه من الذنب الذي فعله، وقد سبق أن ألزم نفسه في أنه لن يفعله، وعليه أن يصدق مع الله مستقبلاً، وألّا يجعل للشيطان سبيلاً عليه للتلاعب به من جهة إيجاد عدم استقرار ديني له ولأمثاله. وبالله التوفيق.