Loader
منذ 3 سنوات

الزوجة التي لا تحترم والدي زوجها


الفتوى رقم (6664) من المرسلة هـ.ف.ع. من الحدود الشمالية من عرعر تقول: ما توجيهكم نحو الزوجات اللاتي لا يحترمن والدي الزوج؟

الجواب:

        جاء رجل يسأل الرسول ﷺ فقال: « من أولى الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك.. ثم أدناك.. أدناك »، وقال ربك -جل وعلا-: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)"[1]، وقال ﷺ: « تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجماها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدِّين ترتب يداك ».

        ومن خلال هذه الأدلة يتبين أن للأم حقاً عظيماً على ابنها؛ وكذلك الأب له حقٌ على ولده، والزوجة لها حقٌ على زوجها، ولزوجها حقٌ عليها. ومن حقوق زوجها عليها ألا يصدر منها ما يكون فيه أذىً على أمه أو على أبيه؛ لأن الزوجة يحلها عقد النكاح، ويحرّمها على زوجها الطلاق البائن بينونةً كُبرى، أو يطلقها طلاقاً رجعياً ويتركها. أما الأم فإن العلاقة بينها وبين ابنها، وكذلك الأب العلاقة بينه وبين ابنه ليست كالعلاقة الزوجية.

        وبناءً على ذلك فعلى المرأة أن تحرص قدر المستطاع أن تُعين زوجها على بر والديه بدلاً من أن تكون سبباً في عقوقه لوالديه، وذلك أنه قد يحبها ويغتر بهذه المحبة ويحصل منه جفاءٌ على أمه أو على أبيه، وتكون الزوجة هي السبب في ذلك فتكون آثمةً بذلك.

        فعلى كل زوجةٍ أن تتقي الله -تعالى- في نفسها من جهة، وفي زوجها من جهة ثانية، وفي والدي زوجها من جهة ثالثة، وكما أن هذا يحصل من الزوجة على والدي الزوج فكذلك قد يحصل من الزوج على والدي الزوجة، فالزوج يغري زوجته على عقوقها لأمها ولأبيها، وقد يترتب على ذلك حصول مقاطعة بينها وبين أمها وأبيها، وهو يريد بذلك أن يستولي عليها بحيث إنها لا تكون لها علاقة بأمها ولا بأبيها؛ كما أن الزوجة -أيضاً- تريد أن تستولي على الزوج فلا يكون له علاقة بأمه، ولا علاقة بأبيه؛ وكذلك ليست له علاقة بسائر أقاربه، فتريد أن تستولي عليه من ناحية وقته، ومن ناحية ماله، ومن ناحية بدنه، ومن ناحية فكره وعقله ونفسه؛ إلى غير ذلك من وجوه الاستيلاء عليه، فعلى كل واحدٍ أن يتقي الله فيما يخصه. وبالله التوفيق.



[1] الآيات (23-24) من سورة الإسراء.