Loader
منذ سنتين

يكثر خروج النساء إلى الشارع وفي الأماكن العامة بلباس غريب وتصرفات غريبة، نرجو منكم النصيحة؟


  • فتاوى
  • 2022-03-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (12302) من مرسل لم يذكر اسمه يقول: فضيلة الشيخ سلمه الله يكثر في الآونة الأخيرة من زماننا خروج النساء إلى الشارع وداخل الأحياء وفي الأماكن العامة بلباس غريب وتصرفات غريبة، وهذا الأمر أصبح ظاهرة منتشرة. نرجو من فضيلتكم النصح والحث على التعاون على البر والتقوى في هذا الموضوع.

الجواب:

يقول الرسول ﷺ: « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والعبد راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته؛ ألا فكلكم راع وكلكم ومسؤول عن رعيته ».

فمن المعلوم أن الشخص مسؤول عما يقترفه من الأمور التي يسلكها من غير طرق مشروعة، يتساهل بشيء من الواجبات ويرتكب شيئاً من المحرمات، أو يعاون على شيء من ترك الواجبات وفعل المحرمات؛ لأن الله -تعالى- يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[1]، وكما أنه مسؤول عن نفسه كما قال -جل وعلا-: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا}[2]؛ فهو -أيضاً- مسؤول عمن ولّاه الله أمره. والمرأة إذا كانت متزوجة فهي في ذمة زوجها وهو مسؤول عنها، وإذا كانت في بيت والدها في بيت أخيها فهو المسؤول عنها.

فإذا وُجدت الحصانة الذاتية للشخص، ووُجدت الحصانة الأسرية؛ يعني : داخل البيت؛ فإن نتيجة هذه الحصانة تكون حسنة. وفيه حصانة ثالثة وهي الحصانة الاجتماعية. والحصانة الاجتماعية يدل عليها قوله ﷺ: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن من لم يستطع فبلسانه، فإن من لم يستطع فبقلبه ».

فالحصانة الاجتماعية هي تعاون المجتمع أفراداً فيما بينهم على البر والتقوى، ويتعاونون على منع حصول ما حرّم الله -جل وعلا- في المجتمع.

وفيه حصانة رابعة وهي حصانة الشخص الذي يُمكن أن يغيّر المنكر بيده، فما منكم من أحد إلا وهو على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يُؤتى الإسلام من قِبله.

فالواجب على كل شخص أن يفهم المسؤولة التي عليه ويؤديها كما أمر الله -جل وعلا-.

ولا شك أن ما ذكر في هذا السؤال أنه من الأمور المنكرة، وفيما أفهم منه أن المرأة التي تكون بهذه الصفة ليس عندها حصانة شخصية، ولا حصانة أسرية، ولا حصانة اجتماعية تمنعها من هذا المنكر الذي تفعله. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (2) من سورة المائدة.

[2] الآية (13) من سورة الإسراء.