{لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، هل المقصود بالآخرة يوم البعث والحساب؟
- فتاوى
- 2022-02-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10877) من المرسل السابق، يقول: في قول الله -تبارك وتعالى- في سورة النحل: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[1]، هل المقصود بالآخرة هو يوم البعث والحساب؛ وبالتالي يختص بالكفار مع أننا نرى تبارياً من المسلمين في أن تكون القدوات لهم من الكفار؟
الجواب:
الآية هذه في الآخرة. ومن المعلوم أن الواجب على المسلم أن تكون شخصيته متميزة، وهذا التميز يكون مشتملاً على الاتصاف بالصفات الإسلامية؛ أما إذا تجرد الإنسان من الصفات الإسلامية ووضع موضعها صفات من صفات الكفار فقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « ليس منا من تشبه بغيرنا »، « من تشبه بقومٍ فهو منهم ». وهذا يدل -التشبه بالكفار- على ضعف هذا الشخص.
وإذا نظرنا الآن إلى واقع الناس على وجه العموم وجدنا أن كثيراً من المسلمين يتبجحون عندما يتصف الواحد منهم بصفةٍ من صفات الكفار. وعندما يتصف بصفة من صفات المسلمين يعتبر ذلك نقصاً في نفسه، ولا شك أن هذا يدل على وجود ظلمةٍ في قلبه، لماذا؟
لأن الله وكّل بالقلب ملكاً، وفيه -أيضاً- شيطان. هذا الملك له لمة في القلب والشيطان له لمة. الشخص بحسب تغذيته لقلبه تكون سلطة الملك أو تكون سلطة الشيطان، فعندما يغذيه بالغذاء الشرعي تقوى سلطة الملك على القلب؛ لأنه يصبح القلب مضيئاً. وإذا كانت التغذية لقلب بأمورٍ تخالف الإسلام أصبح القلب مظلماً وقوي سلطان الشيطان عليه وأبعد عنه الملَك. والتغذية الحقيقية النافعة هي اتباع الأوامر واجتناب النواهي. والتغذية التي تحدث ظلمة في القلب هي ترك واجبٍ أو فعل محرم. وبقدر ما يتركه الإنسان من الواجبات أو يفعله من المحرمات تكون كمية الظلمة من جهة وكيفيتها من جهةٍ أخرى، فعلى الإنسان أن يتنبه لنفسه ويقول بعض الحكماء: إذا أردت أن تصلح العالم فابدأ بصلاح نفسك، فإن العالم مكون من أفراد أنت منهم. وبالله التوفيق.