Loader
منذ سنتين

حكم عدم تعليم الأم الصلاة إذا كانت لا تجيدها


  • فتاوى
  • 2021-12-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3147) من المرسل أ. ح من جيزان، يقول: لدي والدة لا تجيد الصلاة، وربما تقرأ الفاتحة في الجلوس بين السجدتين، وأنا أعرف أنها لا تجيد الصلاة، فهل عليّ إثمٌ إذا لم أعلّمها، علماً بأنه لدي إخوة أكبر مني؟

الجواب:

هذا السؤال مهمٌ جداً، وأهميته ترجع إلى كثرة الذين يجهلون كيف يتوضؤون، وكيف يصلّون، ولا فرق في ذلك بين الرجال وبين النساء.

        والمسؤولية مشتركة؛ بمعنى: إن رب البيت إذا كان متعلماً في نفسه فعليه أن يعلّم ما عنده من رجال ونساء، يعلّمهم كيف يتوضؤون، ويعلّمهم كيف يصلّون، ويعلّمهم ما يحتاجون إليه من أمور دينهم.

وإمام المسجد مسؤول عن جماعة المسجد إذا كان عنده معرفة وقدرةٌ على تعليم الناس، فإنه يعلّمهم، يعلّمهم كيف يتطهرون، ويعلّمهم كيف يصلّون، وإذا جاء وقت الصيام يعلّمهم، وإذا جاء وقت الزكاة، وهكذا.

وكذلك بالنظر للأشخاص الذين يتولون الخطابة يوم الجمعة، لا شك أن المنبر له أهمية عظيمةٌ من ناحية التعليم؛ ولكن مما يؤسف له أن كثيراً من الخطباء يتكلمون في أمورٍ بعيدةٍ عن الحاضرين، وكثيرٌ من الحاضرين يكون في أمسِّ الحاجة إلى تعليمه أموراً من الدِّين يجهلها؛ ولكن الخطيب يتكلم عن أمور لا يدركها إلا النادر من الحاضرين.

ولو أنه جعل موضوع الخطبة في الأمور التي يحتاج إليها الناس، فيجعل خطبةً في بيان كيفية وضوء الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-، ويتكلم عن المياه من ناحية طهارتها ونجاستها؛ وكذلك من ناحية التيمم، والمسح على الخفين.

يعلّم الناس ما يتعلق بالطهارة، وكذلك يعلّمهم كيفية صلاة رسول الله ﷺ، ويبيّن لهم أركان الصلاة، ويبيّن لهم شروطها، ويبيّن لهم مالها من واجباتٍ وسننٍ، وما هي الأمور التي يجب عليهم أن يبتعدوا عنها، وما هي الأمور المكروهة؛ كذلك يعلمهم ما يتعلق بالتوحيد والإيمان، ويعلمهم ما يتعلق في معاملاتهم المالية.

ويعلمهم ما يحتاجون إليه فيما يتعلق بالأحوال الشخصية من جهة الروابط الزوجية؛ أي: إنه يعالج المشاكل القائمة بين الناس.

فإذا حصل تظافرٌ من خطيب المسجد ومن إمام الجماعة، ومن رب البيت، فيحصل في ذلك خيرٌ عظيم.

بالإضافة إلى أنه في وقتنا الحاضر كثر المتعلمون الذين درسوا الدراسات الإسلامية، فإذا وُجد في البيت شخصٌ من هذا النوع، فلا شك أن عليه مسؤولية، ولا فرق في ذلك بين أن يكون ذكراً أو أنثى.

المهم أن من أعطاه الله علماً، يعلّم من احتاج إلى هذا العلم، والأقربون أحق بالمعروف، فهذا السائل الذي سأل عن أمه أنها عنده في البيت، ولا تعرف كيف تصلّي، ولا شك أنها كبيرة في السن، ومضى عليها مدة طويلة وهي تجهل الصلاة، وعندها أولادها، وبإمكانهم أن يعلّموها، فإذا كانوا لا يستطيعون تعليمها، ولا يستطيعون أن يتعلّموا، فبإمكانهم أن يسألوا عن شخصٍ يكون عنده القدرة على التعليم، ويأتوا به إلى بيتهم يعلمهم جميعاً.

لكن هؤلاء قصّروا في هذا الجانب، ولا شك أنها مسؤوليةٌ عظيمةٌ، وعلى الشخص أن يتنبه مستقبلاً، وأن يعلّم والدته كيفية الوضوء، وكيفية الصلاة؛ يعني: يتوضأ أمامها، ويصلّي أمامها، وبإمكانه أن يصلّي بنفسه، ويجعلها تأتم به؛ من أجل أن يتأكد من تطبيقها للصلاة. ويفعل ذلك على سبيل النفل، فإذا جاء وقت الفرض تكون قد أتقنت الصلاة فتصلّي بمفردها. وبالله التوفيق.