Loader
منذ سنتين

العُجب عند طلبة العلم كيف يدخل عليهم؟ وكيف يتخلصون منه؟


  • فتاوى
  • 2022-03-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11717) من المرسل السابق، يقول: العُجب عند طلبة العلم كيف يدخل عليهم؟ وكيف يتخلصون منه؟ نرجو ضرب أمثلة على ذلك.

 الجواب:

الشخص عندما يتعلم العلم يعرف مقدار العلم الذي تعلمه، ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه، والله -تعالى- يقول: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}[1]، ويقول -جل وعلا-: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[2].

فحينئذ عندما يعرف الشخص مقدار العلم الذي عنده يضع نفسه حسب القدر الذي عنده من العلم.

لكن المشكل هو أن الشخص عندما يتعلم قليلاً من العلم يتصور في نفسه أنه تحصّل على جميع العلم، وبهذا يضع نفسه في درجة المجتهد المطلق، ثم بعد ذلك يتصرف مع الناس كأنه مرجع علمي لابد من الرجوع إليه ولا يُرجع إلى غيره.

فيأتيه الشيطان يغرّه في نفسه ويغريه في رفع نفسه بذلك. وكل هذا عمل لا يجوز.

 فالواجب على الشخص أن يعرف مقدار نفسه، وأن يضع نفسه على القدر الذي وصل إليه من العلم.

فعلى سبيل المثال: الإمام مالك -رحمه الله- سئل عن كثير من المسائل عن أربعين مسألة أو تزيد، فأجاب عن أربع وقال في ست وثلاثين: لا أدري فقال السائل: أنت مالك بن أنس تضرب إليك أكباد الإبل من شرق الأرض وغربها وتقول: لا أدري! قال: امشي في أسواق المدينة وأخبرهم أنك سألتني عن أربعين مسألة وأنني أجبت عن أربع وقلت في ست وثلاثين لا أدري.

لكن الآن الذين في وسائل الإعلام في القنوات لا تسمع شخصاً عدما يُسأل يقول: لا أدري؛ وإنما يأتي بالجواب الذي في فكره. وهذا الجواب الذي في فكره يكون جواباً فكرياً وليس جواباً علمياً؛ ولكنه يعتقد أن هذا الجواب الفكري الذي قاله إنه هو الجواب العلمي. ولو عُرض هذا الجواب على شخص متمكن من العلم أمكن من هذا المتحدث لوجدت أن هذا الجواب الفكري ليس بصحيح، وأن الجواب العلمي الذي يأتي به هذا الشخص يكون أصح منه.

وعلى كل حال: على كل شخص أن يعلم أن جميع ما يقوله مسطر في صحائف أعماله، وأن الله سيسأله يوم القيامة عن ذلك. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (76) من سورة يوسف.

[2] من الآية (85) من سورة الإسراء.