Loader
منذ 3 سنوات

الغش في الامتحانات أصبح ظاهرة، كيف يعالج وما توجيهكم؟


  • فتاوى
  • 2021-07-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5463) من المرسل السابق، يقول: مشكلة الغش في الامتحانات أصبحت ظاهرة في بعض المجتمعات، كيف يكون علاجها؟ وما توجيهكم؟

الجواب:

        يقول ﷺ: « من غشنا فليس منا ». وكلمة « من » من صيغ العموم يدخل في هذا العموم كلّ شخصٍ له شخصية عينية، أو له شخصيةٌ اعتبارية يباشر قولاً أو يباشر فعلاً.

        وعلى هذا الأساس فالغش قد يكون في الامتحانات الدراسية، أو في امتحانات القبول للوظائف، أو في كتابة البحوث والرسائل، أو في الأعمال التجارية. قد يكون الغش في أصل البضاعة؛ بمعنى: إنها تصنع ويكتب عليها اسم بلد تكون صناعته قيّمة؛ ولكنها مصنوعة في بلاد صناعتها سيئة، فيأتي المشتري ويشتريها على أنها صنعت في بلد صناعته قيّمة؛ فهذا غشٌ في أصل الصناعة. وقد يكون الغش في كيفية الشيء المصنوع، وقد يكون الغش من ناحية الثمن؛ بمعنى: يزيد في الثمن زيادة لا تحل له. ويدخل -أيضاً- في الغش جميع أنواع التجارة حينما يخرج الإنسان عن الحد الذي يتعين عليه، ويدخل -أيضاً- الغش في علم الطب؛ لأن الأطباء مؤتمنون على المرضى فلا يجوز لهم أن يسلكوا مسلك الغش لا بالنسبة للمريض، ولا بالنسبة لولي أمره، ولا بالنسبة للجهة التي كلفتهم في القيام بهذا العمل؛ لأن بعضهم قد يعطي معلومات ولكن هذه المعلومات قد قالها على سبيل الغش إما للمريض أو لولي أمره أو للجهة التي كلفت هذا الشخص. وكما أنه يدخل في علم الطب فهو
-أيضاً- يدخل في سائر العلوم الأخرى؛ ذلك أن هذه الشريعة كاملة في تشريعها ومستوعبةٌ لرد جميع ما يصدر من الناس من الحوادث؛ فهي مستوعبةٌ لذلك ترد هذه الحوادث إلى قواعدها الشرعية؛ فما أقرته الشريعة قبل، وما نفته الشريعة فإنه يرد.

        وبناءً على جميع ما تقدم: فيجب على كلّ شخصٍ يكون مسؤولاً مسؤوليةً قاصرةً؛ يعني: يكون مسؤولاً عن نفسه أو مسؤولاً مسؤولية متعدية؛ يعني: إنه نائبٌ عن غيره في العمل الذي يقوم له. وتكون هذه المهمة متعدية إلى غيره، يجب على كلّ واحدٍ منهم إذا أراد أن يقدم على قولٍ، أو أراد أن يفعل فعلاً أن يتنبه هل هذا القول فيه غشٌ، هل هذا الفعل فيه غشٌ من أي وجه من وجوه الغش؟ فإذا كان فيه يمتنع عنه؛ لأنه إذا أقدم عليه فإن عاقبته سيئةٌ، وإذا لم يُقدم عليه وصارت العاقبة حسنة فالرسول ﷺ قال في الحديث السابق: « من غشنا فليس منا ». كلمة « ليس منا » قد يكون ليس منا إذا كان غشه يستدعي خروجه من الدِّين، فليس منا على هذا الوجه. وقد يكون « ليس منا » أي من الوجه الذي حصل منه الغش؛ يعني: إن هذا العمل الذي عمله على وجه الغش ليس من الأمور التي يرضاها الله -جلّ وعلا- ويرضاها رسوله . فعلى كلّ شخص أن يتقي الله في نفسه من وجهٍ، وفيما ولاه الله من وجهٍ آخر. وبالله التوفيق.