حكم من يقول: نحن على الكتاب والسنة، وإن كلمة السلفية اليوم أصبحت كأنها يُراد منها الخراب، فما معنى هذا الكلام؟
- فتاوى
- 2021-08-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7494) من المرسلة السابقة تقول: ما حكم من يقول: نحن على الكتاب والسنة، ويقول: إن كلمة السلفية اليوم أصبحت كأنها يُراد منها الخراب، فما معنى هذا الكلام؟
الجواب:
يوجد أشخاصٌ يريد الواحد أن يضع نفسه إماماً في الدين، وذلك من أجل أن يكسب مالاً فيضع أسساً، وهذه الأسس يريد أن يكون اتباعه متقيدين بها، ويُسفّه الأنشطة الأخرى الدينية، فقد يوجد في البلد الواحد عدة أشخاصٍ كل واحدٍ يسمي طريقته باسمٍ يختلف عن الطريقة الأخرى وذلك من أجل أن يكون وسيلة عيشٍ له.
فقد سألني سائلٌ ينتسب إلى شيخ طريقةٍ في بلدهم فقال: إن شيخ الطريقة عندنا لا يأذن للواحد منا في الحج إلا بعد ما يُقدّم له خُمس ماله، فإذا قدّم له خُمس ماله أذن له في الحج، فقلت له: إذا كان يأخذ خمس المال للإذن في الحج فإذا رجعتم إلى الحج ماذا تعطونه؟ قال: لا يسمح لأي واحد منا أن يدخل بيته إلا بعد أن يُقدم له كبشاً.
ففيه كثيرٌ ممن يسمون أنفسهم بمشيخة الطرق يريدون أن يأكلوا بهذه الطريقة أموالاً يفرضونها على اتباعهم؛ هذا من جهة، ومن جهةٍ ثانية أن هذا الشيخ يكون جاهلاً في أمور دينه.
فعلى سبيل المثال جماعة التبليغ؛ هؤلاء وضعوا أسساً ستة وضعها مؤسس الحركة محمد إلياس، هذه الأسس الستة يسيرون عليها ولا يتكلمون في القرآن ولا في السنة، ولا في عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا يتكلمون في الفقه، ولا يرغبون في أي دعوةٍ من الدعوات حتى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- وهي دعوة حقٍ لا يريدون حتى ذكرها، ولا يريدون الكتب المؤلفة فيها، مع أن الكتب من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وكلام السلف كلام الصحابة وكلام التابعين. كلام القرون المفضلة على هذه الآيات وهذه الأحاديث، فهم لا يرغبون أو لا يريدون لأي واحدٍ من أتباعهم أن يتجاوز هذه المبادئ الستة، فلا شك أن هذا عملٌ باطلٌ لأنهم إذا كانوا لا يتكلمون في القرآن؛ لأنهم يقولون: إن المفسرين يختلفون فيه، ولا يتكلمون في السنة؛ لأنهم يقولون فيها خلاف، وهكذا في العقيدة، وهكذا في الفقه، يقولون: إن فيها خلافاً، فإذا كانوا قد تجنبوا القرآن والسنة ومؤلفات السلف الصالح في العقيدة ومؤلفاتهم -أيضاً- في الفقه، فمما يستمدون الطريقة التي يسيرون عليها؟
فعلى الإنسان ألا يغتر بأي طريقةٍ كانت إلا طريقة الرسول ﷺ التي وضحها بقوله حينما ذكر افتراق اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وذكر أن هذه الأمة ستفترق على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: « من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي » والأسماء هذه لا ينبغي للشخص أن يغتر بها فالعبرة بما كان عليه الرسول ﷺ وأصحابه. وبالله التوفيق.