امرأة مصابة بمرض منذ سبع سنوات، وتشعر بالندم، هل الندم يعارض أقدار الله؟
- فتاوى
- 2021-12-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3690) من المرسلة أ. م، من القصيم -بريدة-، تقول: أنا امرأةٌ مصابةٌ بمرض الروماتيزم أكثر من سبع سنوات، وأحياناً أندم على ما مضى من الأيام بسبب هذا المرض، هل هذا الندم يُعارض قدر الله -عزوجل-، مع العلم أن هذا الفعل خارج عن إرادتي؟ هل هناك دعاءٌ خاص أقوله؟ أرجو منكم الدعاء لي ولجميع المرضى أينما كانوا بالشفاء العاجل.
الجواب:
الله -جلّ وعلا- ينعم على عباده بنعمٍ كثيرة، قال تعالى: "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا"[1] فجميع النعم التي في بني آدم هي من الله، كما قال تعالى: "وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ"[2]، وما يصيب العبد من أمورٍ قد يكون كارهاً لها، ومن هذه الأمور: النقص في المال بعد الغِنى، أو منع الغنى عن الإنسان. وكذلك من جهة المرض يصيب أي موضع من مواضع البدن، قد يستمر هذا المرض ويشتد، وقد يخف، وقد يزول، وكلّ هذا بقضاء الله وقدره، والله -سبحانه وتعالى- يبتلي عباده بما شاء، وله الحكمة البالغة، يقول الرسول ﷺ: « عجباً لأمر المؤمن، كلّ أمرهِ له خير، إن أصابته ضراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء فصبر، فكان خيراً له، وليس ذلك لغير المؤمن ».
فالعبد في مقام النعم يشكر الله -جلّ وعلا-، ويُقيّد هذه النعم بالقيود الشرعية، وفي حالة إصابته ببعض الأمور التي يكرهها، يصبر عليها ويحتسب الأجر عند الله -جلّ وعلا-، ولا يتسخّط، ولا يتكلم بها عند الناس للدلالة على أنه ليس براضٍ عنها؛ لأنها جاءت بقضاء الله وقدره، والله -سبحانه وتعالى- حكيمٌ عليم، فعلى العبد أن يصبر ويحتسب؛ لأنه لا يدري ما هي الحكمة المترتبة على إصابته بهذا المرض.
وبالنسبة للسائلة فقد ذكرت أنها تتألم نفسياً من هذا المرض، وأن ذلك خارجٌ عن قدرتها؛ ولكن عليها أن تستغفر الله وتتوب إليه؛ خشيةً أن يكون عندها شيءٌ من الضيق النفسي ناتج عن ناحية اختيارية.
ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يشفيها ويشفي جميع مرضى المسلمين. وبالله التوفيق.