Loader
منذ سنتين

حكم الحج لمن لا تستطيع ركوب السيارة


الفتوى رقم (2175) من المرسلة ب. م. م، من البحرين، تقول: أنا في الثلاثين من العمر ولم أتزوج بعد، ومتحجبة ومؤمنة بالله وقائمة بالواجبات، وأرغب بالحج ولكني لا أستطيع ركوب السيارة؛ لأني أشعر حين ركوب السيارة وحين السفر بخفقان في القلب ودوار في الرأس، حتى في أسفاري القصيرة في داخل البلد الذي أسكنه، كما أني أكره سيرة الزواج والكلام فيه وأخشى من الإقدام عليه كلما نُصحت بذلك، فما الذي يلزمني من جهة الحج؟ وهل تنصحوني بالزواج وترون أن في ذلك تخفيفاً لما أعيشه من مشكلة؟

الجواب:

أما ما يتعلق بالحجّ، فإذا كانت تعلم من نفسها أنها لا تستطيع من الناحية البدنية في الوقت الحاضر؛ يعني : لا تستطيع السفر لا في الطائرة ولا في السيارة وأنها إذا سافرت تحصل عليها مشقة خارجة عن المعتاد وعندها نقود، فلا مانع من أن تُنيب غيرها ليحج عنها.

 وأما ما يتعلق بالزواج، فإني أنصحها هي ومن يُماثلها بالزواج؛ لأن حياة الإنسان إذا كان منفرداً تختلف عن حياته إذا كان متزوجاً، ولهذا شرع الله جل وعلا الزواج، وجاءت أدلة تدل على الترغيب فيه، فمن ذلك قوله ﷺ: « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أحصن للفرج، وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ».

        وقال ﷺ: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير ».

فالمرأة لها خصوصيات محدودة، وعليها مسؤوليات محدودة، والرجل كذلك، فإذا تزوجت المرأة استعانت بما للرجل من الخصائص التي لا توجد فيها، وكذلك بالنسبة للرجل، ويحصل أيضاً تعاونٌ على تكاليف الحياة، وتكتسب محرميه الزوج وتكتسب أيضاً إذا كان الله أراد لها ذلك، وتكتسب أيضاً أولاداً.

 فالمقصود أن الحياة الزوجية تختلف كثيراً عن حياة العزوبة لا بالنسبة للرجال، ولابالنسبة النساء، وأنصح هذه المرأة بالمسارعة إلى الزواج وكونها لا تثق من نجاح الزواج، هذا الأمر لا يرجع إليها؛لأن الحياة حياة الإنسان مثلاً مبنيةٌ على الظنون فهو يخرج من بيته ولا يدري هل يرجع إليه أولا، ويسافر من بلدٍ إلى بلد، ولا يدري هل يرجع بالسلامة أو لا يرجع؟ وهكذا يتصرف الإنسان يشتري السلعة ولا يدري هل يربح فيها أو لا؟ ويقدم على الزواج سواء كان رجلاً أو امرأة ولا يدري هل يوفق فيه أو لا يوفق، فمستقبل الأمور ليس إلى الشخص، فعلى الشخص أن يفعل الأسباب وأن يثق بالله جل وعلا، وأن يسأله التوفيق، وبالله التوفيق.