الفتوى رقم (3692) من المرسل السابق، يقول: لنا جيران -هداهم الله- يرمون بعض الأدوية تحت البيت إذا انتهت صلاحيتها، وفي أحد الأيام أكلت بنتٌ عمرها ثلاث سنوات من هذا الدواء عدة كبسولات، ثم توفيت البنت في نفس اليوم، فهل هذا الجارُ آثم؟ وماذا على والد البنت أن يفعل؟

الجواب:

 من حقوق المسلمين بعضهم على بعضٍ، أن يحب المرء للناس ما يحب لنفسه، لقول رسول ﷺ: « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ». ومن محبة الإنسان لنفسه أنه لا يرغب أن يأتيه أذى من أحدٍ من الناس؛ أي: يرغب أن يكفّ الناس أذاهم عنه، وبما أنه يحب ذلك لنفسه من الناس، فالواجب عليه أن يكف أذاه عن الناس، وهذا الشخص الذي وضع هذه الحبوب في الشارع، هذا لا شك أنه مؤذٍ؛ لأنه قد يأتي شخصٌ صغيرٌ لا يعرف حقيقة هذا الدواء، وما يترتب عليه من أثر كما حصل في سؤال السائل.

أما ما يتعلق بهذه المسألة من جهة الدية، ومن جهة الكفارة، فينبغي الرجوع إلى محكمة البلد التي حصل فيها الحادث. وبالله التوفيق.