Loader
منذ سنتين

الغاية من خلق الله للبشرية


  • فتاوى
  • 2021-12-18
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4432) من المرسل إ. ع الرياض -السويدي، يقول: ما الغاية من خلق الله للبشرية؟

الجواب:

        خلق الله الجن والإنس لعبادته وحده لا شريك له، فقال -جل وعلا-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[1] ففي هذه الآية بيان الحكمة من خلق الجن والإنس.

        وقد جاءت هذه الآية، وفيها الحصر بالنفي السابق، وكلمة (إلا) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، وبما أن الله خلق الخلق لعبادته وحدة لا شريك له، فقد أرسل الرسل، وأنزل الكتب، فقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[2]، وكان كل رسول يبعث إلى قومه خاصة، أما الرسولﷺ فبما أنه آخر الرسل، فقد كانت رسالته عامة، وأنزل الله عليه القرآن، فقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[3] وقال تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[4] فالجن والإنس مخاطبون بهذا القرآن كلٌ فيما يخصه وعلى حسب ما كلفه الله به، ولهذا يقول الرسول ﷺ: « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والعبد راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، ألا وكلم راع وكلكم مسؤول عن رعيته »

        يبقى بعد ذلك النظر، وهو أنه يجب على كل شخص أن ينظر إلى ما كِّلف به، يتعلمه، ويعمل به، يرجو ثواب الله، ويخاف عقابه، وعندما يحصل منه تقصير في القيام بهذه المسؤولية التي حمّله الله إياها، فإنه مسؤول عنها يوم القيامة، والتقصير حاصل؛ ولكن ينبغي للإنسان أن يبذل ما في وسعه. وبالله التوفيق.



[1] الآية (56) من سورة الذاريات.

[2] من الآية (36) من سورة النحل.

[3] الآية (1) من سورة الفرقان.

[4] من الآية (19) من سورة الأنعام.