حكم السكن مع أقارب لا يصلون
- الصلاة
- 2021-06-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (72) من المرسلة السابقة، تقول: أنا عجوز أسكن مع أقارب لا يصلون وأ حبهم ولا أستطيع فراقهم وليس لي غيرهم لأعيش معهم، فهل يجوز لي أن أسكن معهم؟
الجواب:
إذا كانوا لا يؤدون الصلاة، فإما أنهم لا يؤدون الصلاة بناء على أنهم يجحدونها ويعاندون في ذلك، ومن كان كذلك، فهو كافر بإجماع أهل العلم.
وإما أنهم يتركونها تهاوناً وكسلاً، فإن كان كذلك، فهم أيضا كفار على الصحيح من أقوال أهل العلم وكونهم أقارب السائلة، هذا لا يعني أنها تحترمهم وتقدرهم وتكرمهم وتصحبهم صحبة طيبة مع أنهم تاركون للصلاة، قال تعالى: "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ"[1].
فمن ترك الصلاة جحدًا وعنادًا، أو تهاونًا وكسلًا فهو محاد لله ورسوله.
فإذا كان الشخص محادًا لله ورسوله فلا يجوز لشخص آخر أن ينزّلهُ منزلةَ من لم يحادد الله ورسوله، فإن الله فرق بينهما في العمل، وفي المنزلة يوم القيامة، فمن أطاع أمر الله واجتنب نهيه فهذا منزلتهُ الجنة، والثاني منزلته النار.
أما ما جاء في القرآن فقد تبرأ إبراهيم من أبيه لما تبين له أمره، وكذلك تبرأ نوح مِنْ ابنه لما تبين له الأمر.
وكذلك الرسول ﷺ حين استأذن ربه أن يستغفر لأمه قال: « استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستغفرته أن أزور قبرها فأذن لي »[2].
فكل واحد من هؤلاء، وهم من أولي العزم، وقف عند أمر ربه -جل وعلا- له.
وعلى هذا الأساس فهذه المرأة: إذا كانت لا تتمكن من الانفراد عنهم؛ أي لا تجد سكناً وتخشى على نفسها أو عرضها فبإمكانها اتخاذ غرفة من هذا البيت، وتكون بعيدة عنهم وتأكل وتشرب.
أما مخالطتهم وهم على هذا الأساس، فإنها ليست بجائزة.
ومما يحسن التنبيه عليه أنه ينبغي لها أن تنصحهم وأن توجههم وأن تخوِّفهم بالله -جل وعلا- لعل الله أن ينقذهم على يديها، ويكون في ذلك لها أجر عظيم عند الله -جل وعلا-، وبالله التوفيق.