حكم كسب الأموال من عمل الحجب والإخبار بالمغيبات
- توحيد الألوهية
- 2021-09-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1312) من المرسل ع.م.ص، من العراق - مدينة كركوك، يقول: لدينا بعض الناس يعملون أعمالاً سيئة، كالأحجبة، والإخبار بالمغيبات, ويكسبون الأموال من الناس بهذه الطريق، ويقولون إنهم يستنبطون ذلك من القرآن، فهل فعلهم هذا صحيح، وقولهم صحيح، والأموال وكسبهم حلالٌ أم حرام؟
الجواب:
أن الغيب مما استأثر الله بعلمه، كما قال تعالى: "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ"[1]، وكما قال تعالى: "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ"[2]، فالمقصود: أن الإيمان بالغيب، أن الغيب من خصائص الله، فمن ادعى علم الغيب من الناس، فهو كالمسؤول عنهم، فإن هذا لا يجوز لمخالفته دلالة القرآن.
وهؤلاء في الحقيقة من أولياء الشيطان؛ لإن الأولياء في القرآن قسمان:
القسم الأول: أولياء الله، وهم الذين قال الله فيهم: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"[3]، وكما قال: "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ"[4].
والقسم الثاني: هم أولياء الشيطان، وهم المتبعون له المعرضون عن دينه، وبقدر ما يكون الشخص تابعاً للشيطان تتوثق هذه الولاية، وتقوى، فالسحرة، والكهان، والمنجمون وما إلى ذلك، هؤلاء كلهم من هذا النوع، فيجب تنبيههم، ونصحهم، وإرشادهم، وبيان أن عملهم هذا لا يجوز، ولا يجوز للشخص أن يذهب إليهم من أجل أن يسألهم عن أمور يدّعون علم الغيب فيها، ولا يجوز أن يدفع لهم شيئاً من المال كأجرة على عملهم هذا، وهذه الأجرة التي يأخذونها محرمة.
فالحاصل من هذا الجواب: أن هذا العمل محرم، وقد يكون شركاً، ولا يجوز للشخص أن يذهب إليهم، ولا يجوز له أن يدفع لهم المال، والمال الذي يأخذونه مالٌ محرمٌ.وبالله التوفيق.