يستدل بعض الناس بطلب الشفاعة من الشهداء بقوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}؟
- توحيد الألوهية
- 2022-02-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10915) من المرسل السابق، يقول: يستدل بعض الناس بطلب الشفاعة من الشهداء بقوله -تعالى-: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[1]؟
الجواب:
هذا الدليل ليس بصحيح. ومما يؤسف له أن بعض الناس يستدل بالآية أو بالحديث على غير مراد الله من الآية، وعلى غير مراد الرسول ﷺ من الحديث.
وبيان ذلك أن العلاقة بين مراد الله أو مراد الرسول ﷺ وبين فهم المُخاطب أن هذا الفهم يكون مطابقاً لمراد الله -جلَّ وعلا- إذا كانت الآية من القرآن، أو مطابقاً لمراد الرسول ﷺ إذا كان حديثاً. وتارة يكون معاكساً؛ يعني: يكون مناقضاً لمراد الله أو مراد الرسول ﷺ كما في هذا السؤال؛ لأن هذا السائل توهّم كونهم أحياء؛ يعني: صفة الحياة لهم أنها تكون وسيلة من أجل دعائهم وطلب شفاعتهم، وتارة يكون فهم المُخاطب أعم من مراد المتكلِّم، وتارة يكون فهم المُخاطب أخص من مراد المتكلم، وتارة تكون النسبة بينهما العموم والخصوص الوجهي.
وعلى هذا الأساس الواجب على المكلَّف أن يتقيد بشرع الله -جلَّ وعلا- وألا يوؤِّل الآيات أو الأحاديث على غير مراد الله، وعلى غير مراد الرسول ﷺ.
فإن كان متعمداً فلا شك أن عمله هذا محرم لا يجوز له ذلك، وإذا كان جاهلاً فالواجب عليه أن يسأل؛ لأن الله -تعالى- يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[2]. وبالله التوفيق.