Loader
منذ سنتين

أعتمر ونسي التقصير واغتسل بالصابون المعطر ولبس ملابسه، ولما تذكر قصّر


الفتوى رقم (10407) من المرسل السابق، يقول: أديت عمرة ومن شدة إجهاد السفر نسيت تماماً أمر التقصير واغتسلت بالصابون المعطر، ولبست ملابسي، ولما تذكرت قصّرت، فهل عليّ شيء؟

الجواب:

        من قواعد النسيان أنه ينّزل الموجود منزلة المعدوم، ولا ينزل المعدوم منزلة الموجود.

        فهذا الشخص منهيٌ عن إيجاد التطيب في أثناء الإحرام وأيضاً اللبس، وعندما ذكر قصّر فعلى هذا الأساس هو منهيٌ عن إيجاد الطيب واللبس في أثناء الإحرام؛ لكنه فعل ذلك ناسياً. وعلى هذا الأساس لا يكون عليه شيء؛ هذا تنزيل الموجود منزلة المعدوم؛ لأنه منهيٌ عن إيجاده.

        وهكذا لو سها الإنسان وصلى الظهر خمساً فإن الخامسة تكون بمنزلة المعدوم ويسجد للسهو؛ لكن النسيان لا ينزل المعدوم منزلة الموجود. والمقصود من هذا ما أمر الشرع بإيجاده ولكن المُكلف أعدمه نسياناً؛ فحينئذٍ لا يكون معذوراً في ذلك؛ كمن صلى الظهر ثلاثاً ناسياً، أو صلى المغرب ركعتين ناسياً، فإنه لا يعذر بالنسيان ويُقال: إن صلاته صحيحة، ولهذا الرسول ﷺ لما سلّم من نقصٍ في الصلاة قالوا له: « أنسيت أم قُصرت الصلاة؟ » قال: « لم أنسَ ولم تُقصر الصلاة ». فنبهوه على أنه ترك ركعةً فقام وأتى بالركعة وتشهد وسجد للسهو.

        فالمقصود: أن النسيان يُنزل الموجود منزلة المعدوم، ولا ينزل المعدوم منزلة الموجود. وما سبق من الأمثلة يوضحها. وبالله التوفيق