الفتوى رقم (887) من المرسل السابق، يقول: هل التدخين حرام أم حلال؟ علماً أني دائماً أدخن أثناء قراءة الكتب الدينية، عدا القرآن الكريم لا أدخن أثناء القراءة؟

الجواب:

أولاً: الدخان حرام بناء على ما يشتمل عليه من المفاسد التي تزيد عن مصالحه، وكل أمر من الأمور زادت مفسدته على مصلحته، فهو محرم، ولهذا حرم الله الخمر لترجح مفاسده على مصالحه، ولهذا يقول تعالى:قُلْ فِيهِمَا-في الخمر والميسر-"قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا"[1]، فكان هذا قاعدةً عامةً في الشريعة: أن ما ترجح ضرره على نفعه، فهو محرمٌ، فالدخان على حسب الأضرار التي تحدث منه من مادية ونفسية واجتماعية وأخلاقية، إلى غير ذلك، فهو محرمٌ.

ولو أنك سألت أبسط الناس: هل هو من الطيبات أو الخبائث؟ لأجابك بأنه من الخبائث، وجاء النص في القرآن على تحريم الخبائث في معرض الكلام على أوصاف الرسول صلوات الله وسلامه عليه في قوله:"يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ"[2].

ثانياً: كونك لا تشرب الدخان في حال قراءة القرآن، فهذا أمرٌ تشكر عليه؛ لأن هذا تعظيمٌ منك لكلام الله جل وعلا.

 ثالثاً: يجب عليك تركه لما سبق في الأمر الأول من أن مفاسده تربو على مصالحه، وقد وأمر الله جل وعلا بطاعته في قوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ"[3]، والله جل وعلا حرم جميع الخبائث، ويجب عليك الامتثال، وبالله التوفيق.