Loader
منذ سنتين

هل يدخل في العلم النافع الاختراع والعلوم الطيبة الذي يخلفها المسلم وراءه؟


الفتوى رقم (11721) من المرسل السابق، يقول: حديث النبي ﷺ « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث -وذكر منها- علم ينتفع به » هل يدخل فيها الاختراع والعلوم الطيبة الذي يخلفها المسلم وراءه؟

الجواب:

        قاعدة الشريعة في هذا الموضوع ترتيب المسببات على أسبابها، فالشخص يباشر سبباً ويكون لهذا السبب آثار قبيحة فيكون عليه وزر مباشرة السبب ووزر الآثار المترتبة عليه، وهكذا إذا كان السبب مشروعاً وترتب عليه آثار حسنة فإن هذه الآثار الحسنة تكون تابعة للسبب فكما أنه مأجور على وسائل السبب المشروعة وعلى السبب نفسه فكذلك آثاره تكون راجعة إليه، والرسول ﷺ قال « من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيء » ؛ ولذلك كان أحد ابني ادم الذي قتل أخاه عمداً فكل قتيل على وجه الأرض يقتل عمداً، على ابن آدم الذي قتل آخاه إثم من ذلك لأنه هو أول من سن القتل، يبقى بعد ذلك النظر في الأعمال التي يزاولها الشخص، فقد يخترع اختراعات طيبة، أو يخترع اختراعات تترتب عليها آثار سيئة، والله -سبحانه وتعالى- يقول {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[1] ويقول جل وعلا {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}[2] ويقول في الحديث القدسي « يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي » ويقول {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}[3] وفي وصية يعقوب {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ}[4].

فعلى الإنسان أن يحرص أن يأتي بالأسباب التي يعملها تكون هذه الأسباب جالبة للخير ودافعة للسوء، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (46) من سورة فصلت.

[2] من الآية (40) من سورة النساء.

[3] الآيتان (7-8) من سورة الزلزلة.

[4] من الآية (16) من سورة لقمان.