Loader
منذ 3 سنوات

السؤال عن حكم صلاة الكسوف والخسوف وعلى من تجب؟، وهل لها أدعية معينة؟


  • الصلاة
  • 2021-09-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1527) من المرسل السابق، يقول: إذا حصل خسوف القمر أغلب الناس يكونون نياماً، والبقية اليَقِظة إذا كان يوجد بالبلد جامع يسمعون الأذان، وإذا كان لا يوجد جامع فيذهب ويأخذ صفيحاً أو برميلاً أو غيره حتى يستيقظ الباقون، فيصلون ويدعون أدعية حتى يرجع القمر إلى حالته الطبيعية مرة أخرى. وأسئلتي عن هذا الموضوع كما يلي:

ما حكم صلاة الخسوف؟ وعلى من تجب؟

كم أدنى عدد الركعات في مثل هذه الظاهرة؟

هل لهاتين الظاهرتين الخسوف والكسوف أدعية معروفة؟ وإذا كانت موجودة الرجاء ذكرها.

هل هذا الدَّق جائز الذي يستيقظ الناس بواسطته، ربما يستيقظ بعض الناس وهو مفزوع، وهو لا يدري عن تلك الظواهر؟ أرجو أن تُفيدوني عما سألت جزاكم الله خيراً.

الجواب:

        أولاً: إن الكسوف والخسوف من سنن الله الكونية، فهما من آيات الله -جلّ وعلا-، يُنبّه بهما عباده على قدرته -جلّ وعلا- على تغييره للأمور من حالٍ إلى حال، فيدل ذلك على أنه هو المتصرف في هذا الكون كيف يشاء -جلّ وعلا-لا راد لقضائه.

        وعلى هذا الأساس ينتبه كلّ شخص عنده أدنى عقل، ويرجع إلى نفسه، ويتفقد أحواله من جهة استقامته أو انحرافه، فإذا كان مستقيماً يحمد الله، وإذا كان منحرفاً، فإنه يجب عليه أن يتنبه لنفسه لئلا يغير الله عليه ما هو فيه من صحة وسلامة، ورغد عيش، وكثرة أولاد وما إلى ذلك؛ لأن الله -جلّ وعلا- قال في محكم كتابه:"إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"[1]، هذا من جهة أصل الكسوف والخسوف، وذكر شيء من الحكمة في ذلك.

        ثانياً: إن الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-حينما حصل ذلك في عهده، خرج يجرّ رداءه يظن أنها الساعة، فأمر بالنداء للصلاة: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، وصلى بهم ﷺ كبّر تكبيرة الإحرام واستفتح وقرأ فاتحة الكتاب، ثم قرأ سورة طويلة، ثم بعد ذلك ركع ركوعاً طويلا، ثم رفع ثم قرأ الفاتحة ثم قرأ سورةً وهي أقل من التي قبلها، ثم ركع ركوعاً طويلاً؛ ولكنه أقل من الركوع الذي قبله، ثم رفع ثم سجد سجوداً طويلاً، ثم جلس بين السجدتين، ثم سجد السجدة الثانية، وبهذا يكن قد أتم الركعة الأولى، فهي ركعة واحدة ولكنها بركوعين، ثم أتى بالركعة الثانية وهي دون الأولى، وبعدما سلّم تكلم مع الناس وبيّن لهم « أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، وأمر الناس أنهم إذا رأوا ذلك فإنهم يصلون ويدعون حتى ينكشف ما بهم »[2].

        ثالثاً: لا يوجد هناك دعاء خاص معين يقول الإنسان؛ بل يدعو بالأدعية التي فيها نفع للمسلمين، ويستغفر الإنسان ربه ويتوب إليه، فيدعو دعاءً يكون فيه جلب مصلحة أو دفع مضرة للمسلمين، وله هو أيضاً بنفسه هذا من جهة. ومن جهة أخرى يتفقَّد عيوبه، ويستغفر ربه، ويتوب إليه مما حصل منه.

        رابعاً: إن النداء الذي يحصل عند حصول هذا الأمر كما شرعه الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-، وهو أن يقول المؤذن: الصلاة جامعة. والبلاد التي فيها مسلمون يوجد فيها مساجد ولله الحمد ويُنادى في نفس المسجد؛ سواءٌ أكان المسجد جامعاً، أو غير جامع.

        وإذا كان بعض المسلمين في بعض البلدان لا يوجد عندهم مسجد رسمي يجتمعون فيه؛ ولكن يوجد عندهم مكان يجتمعون فيه للصلاة فإنه ينادي من ذلك المكان، ولو أنه نادى نفس المؤذن من سطح بيته نادى إخوانه المسلمين لهذا الكلام الصلاة جامعة؛ فإن هذا أيضاً يُجزئُ. وبالله التوفيق.

        المذيع: إذن حكم هذا الدق على الصفيح أو على البراميل، هل يجوز أم لا؟

        الشيخ: ما دام عندنا نداء مشروع شرعه الرسول ﷺ، فإنه يؤتى بالدعاء المشروع؛ ولكن لو حصل هذا من شخصٍ يجهل الدعاء المشروع، فليس في ذلك شيء عليه؛ أما استبدال النداء المشروع بالدق، فهذا مخالف للسنة.

المذيع :  ما حكم صلاة الخسوف، وعلى من تجب؟

الشيخ : صلاة الخسوف شرعها الرسول ﷺ وليست واجبة على كلّ فرد من الأفراد؛ بل إذا حصل أشخاص يؤدونها فحينئذٍ تسقط شرعيتها، ولا ينبغي للناس أن يتركوها. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (11)، من سورة الرعد.

[2] ينظر: ما أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب لا تنكسف الشمس لموت أحد ولا حياته(2/38)، رقم(1058)، ومسلم في صحيحه، كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف(2/618)، رقم(901).