Loader
منذ سنتين

مجموعة من النساء يتذاكرون مواقف تمر بهم مع أشخاص، دون ذكر الأسماء، هل يعتبر غيبة؟


  • فتاوى
  • 2021-12-27
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4959) من المرسلة السابقة، تقول: إذا كنت في مجموعة من النساء وتذاكرنا مواقف تمر بنا مع أشخاص، ولكن دون ذكر الأسماء، وليس في ذلك سبٌ لأحد كأن أذكر موقفاً قد مر بي مع إحدى الأخوات وهذا الموقف طريف ويبعث على الضحك ولكن لم أعين تلك الأخت ولا أحد يعلم من هي فهل يعتبر هذا من الغيبة؟

 الجواب:

        اللسان له وظائف كثيرة؛ له وظائف ممنوعة، ووظائف مشروعة. فالوظائف المشروعة؛ مثل قراءة القرآن وذكر الله جل وعلا، والتسبيح والتهليل والتحميد، وغير ذلك مما هو موجودٌ في القرآن والسنة. ومن الوظائف الممنوعة؛ الغيبة، والنميمة والبهتان.

        فالشخص عندما يقول كلاماً وهذا الكلام ليس بصحيحٍ وينسبه إلى شخصٍ ما، فهذا يكون بهتاناً؛ يعني: أنه إذا نسب إلى شخصٍ ما لم يقله فيكون هذا من البهتان عليه، وعندما يتكلم في شخصٍ ويعينه يقول مثلاً: لشخصٍ إن فلاناً قال فيك كذا وكذا وكذا فيكون هذا من باب النميمة.

        وإذا تكلم في شخص وعينه وهذا الكلام الذي تكلمه في هذا الشخص يكون فيه حط من قدره وسبٌ له فيكون هذا من باب الغيبة؛ لأن الرسول ﷺ لما سئل عن الغيبة قال: ذكرك أخاك بما يكره، والله جل وعلا قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ}[1]. إلى آخر الآية.

        فهذا فيه تنبيهٌ على أن الشخص عليه أن يتنبه إلى الوظيفة التي ينبغي أن يؤديها بلسانه، ولا يكون المجلس الذي يجلسه مشتملاً على أمورٍ لا تكون مشروعة.

        وبالنظر إلى هذه المسألة، المسؤول عنها، فإن المتكلم فيه لم يبين اسمه، ولا يكون هذا من باب الغيبة؛ ولكن الشيء الملاحظ على هذا السؤال هو أنه يدعو إلى السخرية وإلى الضحك بالشخص الذي يقص عنه الكلام، وكان المناسب أن يُشغل هذا المجلس بما يكون فيه مصلحةٌ للأشخاص الموجودين كالاشتغال بتلاوة القرآن أو الاشتغال بأحاديث من السنة أو الاشتغال بأمورٍ يعود نفعها عليهم من النصائح وما إلى ذلك.

        ومما يحسن التنبيه عليه في هذه المناسبة هو أنه ينبغي للشخص أن يتنبه لنفسه من جهة ما يعود نفسه عليه، يعود سمعه أو يعود بصره أو يعود لسانه، فعندما يعود لسانه على الأمور المحمودة تستمر هذه العادة، وعندما يعود لسانه على الأمور التي ليست بمحمودة من الغيبة والنميمة والبهتان والسخرية فإنه يستمر على هذه العادة، وخيرٌ للإنسان أن يربي نفسه تربيةً إسلامية من جهة سمعه، ومن جهة بصره، ومن جهة لسانه، ومن جهة شخصيته من ناحية عقله وفكره، وما إلى ذلك. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (11) من سورة الحجرات.