Loader
منذ سنتين

رأيكم في من يقول: لا تقرؤوا لفلان، أولا تسمعوا لفلان، أو فلان ليس من العلماء الراسخين؟


  • فتاوى
  • 2022-02-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11029) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما رأيكم في بعض طلاب العلم -هداهم الله- الذين أصبحوا يتنقصون من العلماء في السابق والحاضر الآن فيقول: لا تقرؤوا لفلان، أو لا تسمعوا لفلان، أو فلان ليس من العلماء الراسخين أو غير ذلك، وأصبح هذا التصنيف موجوداً عندهم؟

الجواب:

        من المعلوم أن الله -سبحانه وتعالى- جعل مع كلّ شخص ملكين من صلاة الفجر إلى صلاة العصر، وملكين من صلاة العصر إلى صلاة الفجر، الذي على اليمين يكتب الحسنات، والذي على اليسار يكتب السيئات، وما تكتبه الملائكة إذا جاء يوم القيامة يقال للإنسان: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}[1].

        فهؤلاء الأشخاص الذين يتكلمون في علماء ميتين أو في علماء موجودين، هذا الكلام الذي يتكلمون يكتب في صحائف أعمالهم، وهم ظلمة للأموات وظلمة للأحياء، فإذا جاء يوم القيامة يوقف الله الظالم ويوقف المظلوم، فالمظلوم يأخذ من حسنات الظالم، فإذا فنيت حسنات الظالم أخذ من سيئات المظلوم وطرحت على الظالم ثم طرح في النار، ويقول بعض الحكماء: من العجب أنك تهدي حسناتك إلى عدوك؛ لأن الشخص الذي تسبه هو عدو لك، فأنت تهدي إليه حسناتك. ولا شك أن هذا من الحماقة في هذه الحالة، فعلى الإنسان أن يتقي الله -عزوجل-. وليعلم كما ذكرت قبل قليل أنه مسؤول، ولهذا لما جاء رجل من الصحابة يسأل الرسول ﷺ وقال له: أوصني، قال: « كف عليك هذا »، يعني اللسان، قال: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به، قال: « ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم ».

        قد يتكلم الإنسان بكلمة لا يلقي لها بالاً يستحق بها النار. وبالله التوفيق.



[1] الآية (14) من سورة الإسراء.