حكم من يؤجل الذهاب بأمه إلى السوق لأنه يسمع برنامجاً مفيدًا
- فتاوى
- 2021-07-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5925) من المرسل ع. ف، من حوطة سدير، يقول: أهلي وخاصة والدتي يريدون أن أذهب بهم إلى الأسواق، هل يجب علي أن أذهب بهم أو لا يجب عليّ؟ ويقول: إذا قلت لوالدتي: إنني مشغول إما بسماع برنامج نور على الدرب، أو بمذاكرة بعض الكتب، هل أكون بهذا السبب أو غيره من الأسباب عاقاً لوالدتي؟
الجواب:
خروج المرأة من البيت تطبق عليه الأحكام التكليفية الخمسة، فقد يكون واجباً، وقد يكون محرماً، وقد يكون مكروها، ًوقد يكون مندوباً، وقد يكون مباحاً.
وبناءً على ذلك ينُظر إلى السبب الذي دعا إلى الخروج؛ يعني: يُنظر إلى الغاية التي يُجعل الخروج سبباً لها، فإذا كانت الغاية واجبة صار الخروج واجباً، وإذا كانت الغاية محرمة أو مكروهة أو مندوبة أو مباحة فالحكم تابعٌ لذلك.
وبناءً على ذلك فهذا السائل ينظر إلى الغرض الذي من أجله طلب أهله الخروج، فإذا كان ما طلبوه وجيهاً؛ يعني: واجباً أو مندوباً فإنه لا مانع من الخروج؛ لكن ينبغي أن يتنبه إلى أن هذا الخروج أيضاً؛ وبخاصةٍ إذا كان مندوباً ينبغي أن ينظر إلى أنه لا يكون هناك مفاسد تقترن بهذا المندوب، وتكون غالبةً عليه، أو مساويةً له؛ أما مجرد تحقيق رغبة المرأة في الخروج إذا طلبت ذلك فالله سبحانه وتعالى قال: "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى"[1]، ولم يجب على المرأة صلاة الجمعة مع جماعة المسجد، ولم تجب عليها صلاة الجماعة مع جماعة المسجد، فإذا مُنع عليها وجوب صلاة الجماعة ووجوب صلاة الجماعة في المسجد فصارت صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، فكيف تطلب المرأة من ولي أمرها أن يخرج بها إلى الأسواق من أجل أن تكون كعارضة أزياء مثل ما يحصل -مع الأسف- من كثير من النساء وتخرج تتسوق كما أنها تتمشى فقط وكأنها عارضة أزياء؛ تلبس تتجمل تستكمل زينتها وتخرج بدعوى أنها تريد أن تذهب إلى السوق وهي تكون بذلك آثمة.
ومما يؤسف له بالنسبة لهذه المسألة أن كثيراً من أولياء أمور النساء لا يبالون بخروج نسائهم من البيوت إلى الأسواق ولا يسألونهن، وقد تخرج المرأة مع السائق وهذا لا شك أنه ضررٌ عظيم. والرسول ﷺ قال: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته ».
فعلى كلّ ولي امرأةٍ أن يتنبه إلى ما ألقي على عاتقه من المسؤولية، يحدد هذه المسؤولية ويؤديها على الوجه الشرعي ولا يهمل موليته، فإذا حدث مالا تحمد عقباه ندم على ذلك ولا ينفع الندم. وبالله التوفيق.
المذيع: بعض الناس تتحجج بأن بعض الحاجيات لا يمكن أن يحضرها غير النساء. والحقيقة أن بإمكان الرجال أن يحضروا الكثير من الحاجيات دون حاجة إلى خروج المرأة إلى الأسواق؛ إلا أن التفريط الذي نراه من بعض الرجال -كما ذكرتم شكر الله لكم- دفع النساء إلى الاحتشاد في الأسواق، مع أن الواجب على الرجال أن يحضروا الحاجيات التي يستطيعون إحضارها بأنفسهم، ما نصيحتكم لهم، غفر الله لكم؟
الشيخ: الشخص من ناحية علاقته بنفسه، ومن ناحية علاقته بما ولاه الله أمره قد يكون سلبياً، وقد يكون إيجابياً. ومعنى كونه سلبياً أنه اتكالي؛ يعني: يحب أن يباشر غيره الأمور، مثل ما يقول بعضهم: أنا ليس عندي وقت، أو أنا ليس عندي استعداد، أنا ليس لي نفس، أنا كذا أنا كذا، فأعماله هو يحب أن يقوم بها غيره، وأعمال أسرته يحب أن يقوم بها غيره. وبعض الأشخاص يكون إيجابيا؛ ًبمعنى: لا يرتاح ولا يطمئن إلا إذا باشر أموره بنفسه وباشر أمور أسرته بنفسه وكان مشرفاً عليهم.
والذي ينبغي على كلّ شخصٍ استرعاه الله رعية عليه أن ينصح لها: « لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه ». أما إهمال المرأة قد تخرج بنفسها، وقد تخرج بالليل بعد صلاة العشاء، وقد تخرج مع السائق؛ كلّ هذا لا يجوز؛ لأن خروجها مع السائق خلوة، والرسول ﷺ يقول: « ما خلا رجلٌ بامرأةٍ إلا كان الشيطان ثالثهما »، وخروجها بنفسها يجرئ شياطين الإنس عليها. والمرأة ضعيفة يستهويها الشيطان. وشيطان الإنس يستهويه شيطان الجن فيحدث مالا تحمد عقباه. وبالله التوفيق.