Loader
منذ 3 سنوات

توجيه إلى تحصين النفس بالأدعية المأثورة عن الرسول ﷺ. التوكل على الله في مثل هذه الأمور


  • فتاوى
  • 2021-07-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5334) من المرسلة السابقة، تقول: أرجو التوجيه والدعوة إلى تحصين النفس بالأدعية المأثورة عن الرسول . وأرجو توجيه الناس إلى التوكل على الله في مثل هذه الأمور وغيرها؛ حيث إن هذا الأمر منتشر بين الناس. وهل تحصين النفس كاف أم لا؟

الجواب:

        تحصين النفس يكون بوجوه:

        الوجه الأول: هو امتثال أوامر الله -جلّ وعلا-، فلا يترك الشخص واجباً من الواجبات عليه؛ لأن ترك الواجب دون عذر شرعي يعذره الله فيه، يكون معصية ويكون مدخلاً للشيطان عليه؛ كمن يؤخر الصلاة عن وقتها، أو كمن يصلي في بيته لا يصلي مع الجماعة؛ فهذا ترك واجباً من الواجبات؛ وهكذا الواجبات الأخرى.

         الوجه الثاني: إن الشخص يحصن نفسه بترك ما حرم الله -جلّ وعلا- مما يكون مسموعاً أو مرئياً أو مشموماً، فإن السمع يعصي العبد به ربه باستماع الأغاني. والعين يعصي بها ربه بالنظر إلى ما حرم الله. والشم يعصي الله به بشم ما حرم الله. والبطن يعصي العبد به ربه إذا تناول من المأكولات ما حرم الله؛ وهكذا يتناول في نفسه ما حرم الله، أو يعطي بيده ما حرم الله؛ وهكذا تحصين فرجه وما إلى ذلك.

        فالمقصود هو: أن هذا الوجه وهو ارتكاب ما حرم الله -جلّ وعلا- هذا مانع من تحصين العبد نفسه، فكلّ معصية وكلّ مخالفة وكلّ محرم يفعله العبد يكون مدخلاً للشيطان عليه، فإذا حصّن الإنسان نفسه بترك ما حرم الله يكون قد أدى التحصين.

        ومن وجوه التحصين -أيضاً- أن يتزود الشخص من الأعمال الصالحة؛ يعني: من فضائل الأعمال، وبابها واسعٌ جداً من الصلاة والصدقة والصيام والحج.

        ومن الوجوه -أيضاً- أن يحصّن العبد نفسه بكثرة الدعاء، وكثرة ذكر الله -تعالى-. وأن يحصّن العبد نفسه بالاستغناء عن الناس فلا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا بالله فقد قال ﷺ في وصيته لابن عباس رضي الله عنه : « احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. واعلم بأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ». وقد جاء هذا الحديث في عدة وجوه وبروايات متعددة. والوقت لا يتسع لاستقصاء جميع الروايات؛ ولكن الغرض هو التنبيه على الجواب على أصل السؤال. وبالله التوفيق.