Loader
منذ سنتين

تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، وإذا وقعت في معصية تذكرت كيف تقع فيها وهي تأمر بالمعروف، فهل هذا من إخلاص النية أم أن هذا خطر عليها؟


  • فتاوى
  • 2022-01-03
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8237) من المرسلة السابقة، تقول: انضممت مع جماعة من صديقاتي في المدرسة للقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا وقعت أنا في معصية تذكرت نفسي كيف أقع في المعصية مع إني آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر بين صديقاتي، فهل هذا يكون من إخلاص النية أم أن هذا خطر علي؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- خلق الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، وخلق ابن آدم، وجعله مطيعا لله من جهة، ولكن قد يغويه الشيطان من جهة أخرى، فمن نظر إلى نفسه أنه لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر إلا إذا وصل إلى درجة العصمة، بمعنى أنه لا يعصي بترك واجبٍ، ولا يعصي بفعل محرم، هذا لا يمكن، وكونه عندما يفعل المعصية يتقاصر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا من الشيطان، ومن تخذيل الشيطان.

        فإذا وقع الإنسان في معصية، فإنه يتوب فيما بينه وبين الله، ولكن وقوعه في المعصية لا يُثنيه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا من جهة.

        ومن جهةٍ ثانية لا ينبغي للإنسان أن يستمر ويستمرئ فعل المعاصي؛ يقول الله -جل وعلا-: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}[1]، لكن وجود معصية بترك واجب أو فعل شيء محرم مثلاً فإنه يقع؛ يقول الرسول ﷺ: « لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم »، ويقول الله -جل وعلا- في الحديث القدسي: « يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب فاستغفروني أغفر لكم »[2]، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (44) من سورة البقرة.

[2] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم(4/1994)، رقم (2577).