Loader
منذ سنتين

كيف يتعامل الأولاد مع الوالدين إذا أراد الابن أن ينصح والده أو والدته فيما يتعلق ببعض المعاصي؟


  • فتاوى
  • 2022-01-30
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9844) من المذيع، يقول: ترد أسئلة كثيرة حقيقةً فيما يتعلق بالتعامل مع الوالدين بالنسبة للأبناء إذا أراد الابن أن ينصح والده أو والدته فيما يتعلق ببعض المعاصي فهذا يقول: ماذا تفعل الفتاة التي تنصح والدها لأنه لا يصلي ولا يصوم وهو يدعو عليها ويريد أن يطردها من البيت، كيف تتعامل معه؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- بيّن في القرآن هدايتين:

        الهداية الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وفي هذا يقول الله -جل وعلا- لنبيه محمد ﷺ: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[1].

        والهداية الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وفي هذا يقول الله -جل وعلا-: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[2].

        فالشخص قد يوفقه الله -جل وعلا- للهداية، وبعض الأشخاص قد يختار طريق الضلال كما قال -جل وعلا-: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}[3]، وكما قال -جل وعلا-: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}[4]، وكما قال -جل وعلا-: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}[5].

        فالشخصُ يختار الكُفر، يختار ترك الصلاة، يختار ترك الصيام، يختار المعصية، يختار السرقة، يختار الزنا، يختار اللواط، إلى غير ذلك.

        وإذا وُجد شخصٌ في بيتٍ ما سواءٌ كان أباً، أو أماً، أو أخاً، أو أختاً، أو بنتاً، ووُجد في البيت من هداه الله هداية التوفيق والإلهام، فواجبٌ عليه أن ينصحه ويُبين له أن هذا العمل الذي عمله أنه عملٌ مُحرم، وإذا بذل ما في وسعه من ناحية النصح له حينئذٍ يكون معذوراً؛ لعموم قوله ﷺ: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ».

        وعندما يحصلُ أذىً من المدعو على الداعي أن يصبر على هذا الأذى لأنه مأجور، وإذا كان الشخص داعياً إلى طريق الحقّ والشخصُ المدعوُ يدعو عليه، فإن الله لن يستجيب له؛ لأن دعاءه هذا ظلمٌ والله -سبحانه وتعالى- قال في الحديث القدسي: « يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلتهُ بينكم محرماً ». وقال -جل وعلا-: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[6]، وقال -جل وعلا-: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ}[7]؛ إلى غير ذلك من الأدلة الدّالة على تنزههِ عن الظلم؛ وكذلك هو -جل وعلا- حرّم الظلم بين العباد. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (52) من سورة الشورى.

[2] من الآية (56) من سورة القصص.

[3] الآية (3) من سورة الإنسان.

[4] الآية (28) من سورة التكوير.

[5] الآيتان (9-10) من سورة الشمس.

[6] من الآية (46) من سورة فصلت.

[7] من الآية (31) من سورة غافر.