كيف نفرق بين قوله تعالى:"يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ"، وقوله -تعالى-: "كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ"؟
- التفسير
- 2021-08-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7415) من المرسل السابق، يقول: كيف نفرق بين قوله تعالى:"يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ"[1]، وقوله -تعالى-: "كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ"[2]؟
الجواب:
الإنسان المكلف مضافةٌ إليه أعماله من الخير ومن الشر، يقول الله -جل وعلا-: "وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)"[3]. ويقول -جل وعلا-:"وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"[4]، ويقول -جل وعلا-:"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"[5]، فالأعمال مضافةٌ إلى الشخص؛ أما بالنظر إلى علاقتها بالله -جل وعلا- فعلاقتها بالله -جل وعلا- من ناحية العفو، فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء:"لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ"[6] فلا تعارض بين الأمرين؛ لأن الأول متعلقٌ بالعبد، والثاني متعلقٌ بالله -جل وعلا-. وبالله التوفيق.