الفتوى رقم (10316) من المرسل السابق، يقول: مع تطور المواصلات وسهولة السفر وعدم الإحساس بالتعب والمشقة أيهما أفضل للمسافر الفطر أو الصيام؟ وهل هناك فرق بين السفر الشاق وغير الشاق؟

الجواب:

        من قواعد الشريعة أن المشقة تجلب التيسير، ومن قواعد الشريعة أن تخلف جزئية من الجزئيات بحيث لا تتحقق فيها الحكمة أن هذا لا يمنع من إلحاق هذه الجزئية بفروع القاعدة التي تحققت فيها الحكمة. فإذا نظرنا إلى هذا السؤال وجدنا أن الله -سبحانه وتعالى- لم يربط الترخص بالإفطار في السفر بالمشقة؛ وإنما ربطه بالسبب؛ ذلك أن ربطه بالمشقة لا يمكن أن ينضبط؛ أما ربطه بالسبب فإن هذا ينضبط تماماً، ولهذا نجد أن الشريعة ربطت الأحكام بالأسباب، وهذه الأسباب هي مظنة للحكم، هذا من جهة الأصل؛ لكن من ناحية التطبيق قد يوجد فرعٌ من الفروع لا تتحقق فيه الحكمة التي شرع السبب من أجلها. وعلى هذا الأساس -كما سبق قبل قليل- لا يُنظر إلى هذا التخلف. وإذا نظرنا إلى شخصٍ يسافر في الطائرة لا يلحقه مشقة مثل الإنسان الذي يسافر على بعير أو على سيارة؛ لكن الله -سبحانه وتعالى- ربط الحكم بالسبب وهو السفر، فإذا تحقق السفر ولم يكن محرماً فإنه يُشرع للشخص الإفطار ولو كان السفر لا يشق عليه. ولا شك أن الإفطار أفضل من الصيام. وبالله التوفيق.