Loader
منذ 3 سنوات

حكم شتم الأبناء ولعنهم إذا كانت الأم سريعة الغضب


الفتوى رقم (6736) من المرسلة السابقة تقول: أنا سريعة الغضب. وأطفالي يزعجوني كثيراً وأشتمهم وأكثر من لعنهم، فماذا عليّ جزاكم الله خيراً؟

الجواب:

        اللسان جارحة من الجوارح وتعويد الجارحة على منهجٍ معين كل جارحةٍ من هذه الجوارح لها علاقةٌ بالشيء الذي يناسبها. وقصدي يناسبها من ناحية الوظيفة الكونية؛ كالاستماع من جهة الأذن، والنظر من جهة البصر، والنطق من جهة اللسان، عندما يعوّد الشخص هذه الجارحة على أمرٍ من الأمور فإنه يألفه، فتعويد الإنسان نفسه على استماع القرآن أو على استماع الأغاني، وتعويده نفسه بالنظر إلى المحرمات إلى النساء مثلاً؛ يعني: النظر إلى ما حرم الله، تعويده لسانه على ذكر الله -جل وعلا- والاستغفار، تعويده لسانه على الكلام البذيء؛ سواءٌ كان على أولاده، أو على غيرهم، فغرضي من هذا هو أن يتنبه المستمع من ناحية تربيته لسمعه، وتربيته لبصره، وتربيته للسانه؛ وهكذا تربيته لسائر جوارحه، وهكذا تربيته لنفسه عموماً؛ فإن تربيته لنفسه من الأمور المهمة وذلك أن يربيها تربية شرعية، فلا يستمع إلا ما أباحه الله، أو يستمع الشيء الواجب؛ وكذلك البصر وكذلك النطق وهكذا. هذه المرأة تردد ما ذكرته في السؤال من الكلام البذيء على أولادها؛ لأنها تربت على هذا الشيء. وقد يكون في البيت رجل أو امرأة أكبر منها، وتكون قد أخذت منها هذه التربية السيئة. وهذه التربية السيئة في الكلام تنتقل إلى الأولاد من ذكورٍ أو إناث، فبمجرد ما يسمع الولد كلمة من أبيه أو من أمه يرددها، وقد يكون في سن لا يعقل معناها، وإذا أكثر تردادها أصبحت جزءًا من سلوكه، ثم بعد ذلك يأخذ عليها إذا كبر؛ لأنه يصعب عليه تركها، فهذه المرأة عليها أن تعيد النظر في نفسها وبدلاً من أن  تتكلم بهذا الكلام البذيء بإمكانها أن تُكثر من الدعاء لهم بدلاً من الدعاء عليهم؛ لأنها قد تدعو عليهم وتوافق الدعوة إجابة من الله؛ لأن فيه ثلاث دعوات مستجابة منها دعوة الوالد على ولده، فقد تدعو على الولد ذكراً أو أنثى وتجاب هذه الدعوة؛ كما حصل نزاع بين والد ووالده وقال له والده: اخرج من البيت -الله لا يردك- وبمجرد خروجه من البيت ضربته سيارة فمات في الحال. فيتوقى الإنسان ويتجنب الكلام الذي يكون فيه إساءة إلى الأولاد، وإذا وجد أحداً من أولاده أو وجد أحداً من أقاربه يستعملون هذا المنهج فإنه ينصحهم. وبالله التوفيق.