Loader
منذ سنتين

ما يلزم المحتلم إذا رأى الماء، وحكم من شك بخروج شيء منه


الفتوى رقم (83) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: أنا شاب حينما أحتلم يخرج من ذكري مادة لزجة تشبه المخاط، وأقوم في الليل وأغسل المكان المبلل, وكان ذلك في أيام معدودة, وبعد فترة حينما أتبول وأخرج من الخلاء أحس أنه يخرج مني بول، وعندما أتبول قبل الصلاة أضع على ذكري منديلاً كي يحجز البول حتى لا ينجس ثيابي، وبعض الأوقات أصلي وعند السجود أحس أن شيئاً نزل مني، وبعض الصلوات عندما أحس بهذا أخرج المنديل وأنظر فيه، فلا أجد فيه في كثير من الأحيان شيئا، ولا أجده مبللا, وبعض الأوقات جاف, هل أغتسل كاملاً أو أصلي هكذا أي مع المنديل-؟ وهل تجوز صلاتي فيما ذهب؟ وماذا علي؟

الجواب:

        أولاً: في ما كان يخرج منك سابقاً من المني, فإذا كان يخرج دفقاً بلذة وأنت مستيقظ فهذا يوجب الغسل والوضوء, فإذا كنت تغتسل فيما مضى وتتوضأ وتصلي فحينئذ ليس عليك أن تعيد ما مضى من الصلوات، وإذا كنت لا تغتسل ولكنك تتوضأ فحينئذ يجب عليك أن تعيد ما مضى من الصلوات؛ لأنها وقعت منك على غير طهارة، ومن شروط صحة الصلاة أن تكون متطهراً.

        وهكذا إذا نمت واستيقظت، ووجدت بللاً في ثوبك، واغتسلت وتوضأت، فإن صلاتك صحيحة.

        وإذا كنت تتوضأ، ولكنك لا تغتسل، فإنك تعيد ما مضى من الصلوات؛ نظراً إلى أنك أخللت بشرط من شروطها وهو الطهارة, هذا في ما وقع منك أولاً.

        ثانياً: فيما يخرج منك بعد البول، هذا لا يوجب عليك الغسل؛ لأنك لم تذكر في سؤالك أنه خرج منك دفقاً بلذة، وإنما يخرج بعد انتهاء نقض الوضوء، فهذا لا يوجب عليك الغسل.

        ثالثاً: في استمرار خروج الماء منك بعد الوضوء، هذا يحتاج إلى أنك ترجع إلى نفسك؛ لأنك إذا توضأت، فالأصل بقاء الطهارة وهو المتيقن, والشكوك التي تطرأ عليك لا ترفع ذلك الأصل؛ لأن من القواعد المقررة في الشريعة، أن اليقين لا يزول بالشك، لكن إذا حصل شيء من ذلك ثم رجعت إلى نفسك وتأكدت ووجدت أنه خرج منك ما ينقض الوضوء, فإنك تعيد تلك الصلاة التي صليتها، وأنت ناقض للوضوء.

        رابعاً: إذا كان هذا الشيء الذي معك يخرج باستمرار، وأنك لا تستطيع منعه بحال من الأحوال، فإنك تعمل شيئاً يمنع انتقاله إلى سائر جسمك من المواضع القريبة إليه, وكذلك إلى ثوبك، وتصلي قدر استطاعتك؛ لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها, فإن من القواعد المقررة في الشريعة أن المشقة تجلب التيسير، وهذه القاعدة مقررة في كثير من أدلة القرآن ومن أدلة السنة، وأبلغ آية جاءت في هذا الموضوع هي قوله تعالى: "مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ"[1].

        فأنت تحتاج إلى أن ترجع إلى حالك وتحدد واقعك تحديداً دقيقاً وتطبقه على ما ينطبق عليه مما ذكر, وبالله التوفيق.



[1] من الآية (6) من سورة المائدة.