Loader
منذ 3 سنوات

حكم من سأل عن شيء يعلمه وأجاب بالله أعلم، هل يعد من كتمان العلم


  • فتاوى
  • 2021-09-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1332) من المرسل م. س. ع. د من الأرطاوية، يقول: في أحد الأيام سألني أحد أصدقائي عن أمر ما، ولكنني لا أتقن الجواب عليه جيداً، فقلت له: الله أعلم ! ويقول عن الرسول ﷺ يقول: « من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجامٍ من نار يوم القيامة »[1]، أو كما قال ﷺ، والحديث الذي يتنافى مع هذا الحديث يقول: « من قال في كتاب الله عزوجل برأيه فأصاب فقد أخطأ »[2]، فما مدى صحة هذا الحديث، وماذا علي أن أفعل في مثل هذه الحالة؟

الجواب:

 الحقيقة أن هذه المسألة التي سأل عنها هذا السائل ظاهرة موجودة بين المتعلمين، بمعنى أن منهم من يسأل عن علمٍ يعلمه، ولكنه لا يجيب، ومنهم من يُجيب وهو لا يعلم، يعني أنه يكون جاهلاً جهلاً مركباً، أو يكون جاهلاً جهلاً بسيطاً.

والقول على الله بغير علمٍ هذا محرم، قال تعالى:"قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ"[3]، إلى أن قال:"وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"[4]، ويقول جل وعلا:"وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ"[5]، فمن هاتين الآيتين نأخذ تحريم القول على الله بغير علم.

أما إذا سُئِل الإنسان عن أمرٍ يعلمه، فإنه يخبر بما يعلمه في محل السؤال، وعلى هذا الأساس فإن الأدلة الدالة على أن الإنسان يُجيب عندما يسُئل كحديث: « من سُئِل عن علمٍ فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجامٍ من نار »، يعني علماً يعلمه، ويطمئن إلى أنه حق، وتكون عنده قدرة على معرفة الحكم بدليله، والأدلة الدالة على النهي عن التكلم بالعلم، يعني أن الإنسان لا يجوز له أن يقول على الله بغير علم، كالآيتين اللتين سبقتا في أثناء الجواب، وكالحديث الذي ذكره السائل.

فلا ينبغي أن يتخبط الشخص في دين الله، بل عليه أن يكون على بصيرةٍ من أمره إذا تكلم، فيكون كلامه عن علم، وإذا سكت، فيكون سكوته عن علم ٍ بمعنى أنه لا ينبغي له أن يتكلم في هذه المسألة.وبالله التوفيق.



[1] أخرجه أحمد في مسنده(14/214)، رقم(8532)، وأبو داود في سننه، كتاب العلم، باب كراهية منع العلم(3/321)، رقم(3658).

[2] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب العلم، باب الكلام في كتاب الله بغير علم(3/320)، رقم (3652)، والترمذي في سننه، أبواب تفسير القرآن، باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه(5/200)، رقم(2952).

[3] من الآية (33) من سورة الأعراف.

[4] من الآية (33) من سورة الأعراف.

[5] من الآية (36) من سورة الإسراء.