Loader
منذ 3 سنوات

حكم كتم أسرار أمي عن أبي


  • فتاوى
  • 2021-09-20
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1604) من مُرْسِلة من القصيم، تقول: أطَّلِع على أشياء تُخبرني بها أمي بحكم وجودي معها، وتطلب أمُّي مني عدم إخبار أبي بها؛ علماً بأنا لا أرى في ذلك شيئاً! أرجو من فضيلة الشيخ التوجيه؟

الجواب:

هذه البنت إذا اسْتَكْتَمتَها أمُّها على أمرٍ من الأمور فهي لا تستكتمها إلا على أمرٍ تعتقد أن المصلحة في كتمانه، و هي تخبر ابنتها بناءً على أنها ستكتم هذا الخبر، وهي حينما تُعطي أمَّها هذا المفهوم لتأخذ ما عندها من الأخبار، ثم بعد ذلك تلقى أباها بوجهٍ معاكسٍ للوجه الذي لقيت به أمها، وحينئذٍ يترتّب على هذا الأسلوب من السلوك مشاكل بين الأم وبين الأب، و تتطوّر هذه المشاكل و تنتقل إلى سائر أفراد الأسرة الآخرين من البنات ومن الأبناء، وبإمكانها أن تقول لأمِّها: أنني سأخبر أبي وهي عندما تقول ذلك لها لن تُخبرها بهذه الأسرار.

فالمقصود أن هذه البنت إذا التزمت لأمِّها بأنها لا تُخبِر بذلك الأمر، فعليها أن تَفَي بهذا الالتزام، وإذا كانت لا تريد الالتزام، فإنها تُخبرها بذلك ابتداءً، وتبقى هذه الأخبار مكتومة عند الأم.

وهذا الأسلوب من التعامل بين أفراد هذه الأسرة الناشئ من سلوك هذه البنت، مع الأسف موجود في المجتمع، بمعنى: إن الشخص يلقى زيداً بوجه، ٍويلقى عمراً بوجهٍ، فعندما يكون عند زيد يتكلّم بمحاسن زيد وبمساوئ عمرو، وعندما يذهب إلى عمرو يتكلّم بمحاسن عمرو وبمساوئ زيدٍ، وإذا كلّ واحدٍ منهما قد تكلّم في الآخر، أو يكون قد كذب هو؛ فيكون بذلك قد خان الأمانة من جهة، واستخدم النميمة من جهة، والغِيبة من جهةٍ ثالثة، وكثير من الناس يستخدمون هذا الأسلوب؛ ولكنهم لقِصرِ نظرهم لا يتصوَّرون الآثار المترتبة عليه؛ سواءٌ أكانت الآثار قريبة، أو كانت بعيدة؛ فعلى العبد أن يتقي الله في نفسه، وأن تكون أفعاله وأقواله متفقةً مع ما يُرضي الله -جل و علا-. وبالله التوفيق.