Loader
منذ 3 سنوات

حكم من أراد السفر خارج البلد للعمل وأمه غير راضية فشربت مادة سامة لأجل منعه فتوفيت


  • فتاوى
  • 2021-10-02
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1969) من المرسل ع. ب. ب من مصر، يقول: بعد أن قررت السفر للعمل في خارج البلاد رفضت أمي هذا السفر، ومن إصرارها وقعت على الأرض فذهبت لإحضار الطبيب ، ووجدتها قد شربت مادةً سامة، وعندما سألتها عن سبب ذلك قالت: حتى لا تسافر، وبعد خمس ساعات توفيت، والسؤال هو: هل عليّ ذنبٌ من جراء ذلك، وبخاصة أنني قد دفعت مبالغ كثيرة لإجراءات السفر، وماذا يمكنني أن أعمل تجاه والدتي المتوفاة؟

الجواب:

 أولاً: "جاء رجلٌ يستأذن الرسول ﷺ للجهاد فقال: « أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال ففيهما فجاهد »[1]، « وسأله رجلٌ آخر فقال: من أولى الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك ».

 ففي الحديث الأول: تقديم حاجة الوالدين وطاعتهما إذا منعا ولدهما عن الجهاد، أو كانا في أمس الحاجة إليه.

 وفي الحديث الثاني: تقديم حق الأم على حق الأب، وهذا أمرٌ واضحٌ لعظم ما تعانيه من المتاعب من ناحية الحمل والوضع، والرضاع والتربية، وبالجملة ما تبذله من تضحيةٍ في سعادة ابنها.

ثانيا ً: حيث تقرر ما للوالدين من حقٍ ، وما للأم من حقٍ يفوق حق الأب، فإذا كنت عزمت على السفر بدون إذنٍ منها، أو استأذنتها ولكنها لم توافق، وعصيتها فإنك تكون آثماً فيما فعلت، ومما يدل على أنها ليست براضية في تصرفك أنه حصل عندها يأسٌ في هذه الحياة، فأقدمت على قتل نفسها، فلا شك أنك آثمٌ لأنك متسبب في هذا الأمر وإن لم تكن مباشر للسبب ؛ ولكن أنت الذي دفعتها إلى أن تتناول هذا السم القاتل، والذي عليك أن تستغفر الله وتتوب إليه لعل الله جل وعلا أن يتوب عليك.

ثالثاً: عليك أيضاً أن تبذل ما في وسعك من ناحية ما تستطيعه من القيام ببرها من ناحية المال، فإن استطعت أن تجعل لها وقفاً كبيت أو دكان إذا كانت حالتك ميسورة، ويُتصدق عليها من غلته، وكذلك إن استطعت أن تحج لها أو تعتمر لها، وكذلك تدعو لها لعل الله جل وعلا أن يعفو عنك، وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب الجهاد بإذن الأبوين(4/59)، رقم (3004)، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب بر الوالدين وأنهما أحق به (4/1975)، رقم(2549).