كيف تكون صلاة التراويح خصوصاً في العشر الأواخر؟
- الصيام
- 2022-02-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11448) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: كيف تكون صلاة التراويح خصوصاً في العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم؟
الجواب:
قيام الليل مشروع في رمضان وفي غيره، ويكون في أول الليل، وفي وسطه، وفي آخره.
والعدد الذي يصليه الشخص، والكيفية التي يفعلها تختلف باختلاف أحوال الناس، ولهذا كان رسول ﷺ يصلّي في الليل، فصلّى من أوله، ومن وسطه، ومن آخره. وكان يصلّي إحدى عشرة ركعة، وقد يصلّي ثلاث عشرة ركعة؛ ولكن صلاته ﷺ تختلف عن صلاة الناس من جهة الكيفية، فقد كان ﷺ يطيل الركوع، ويطيل الرفع من الركوع، ويطيل السجود وهكذا.
وبالنسبة لصلاة التراويح في رمضان يصلّي الشخص مع المسلمين كما يُفعل في مكة، ويُفعل في المدينة. وكون الإمام في مكة يصلّي عشرين ركعة، هذا عملٌ بما جَمع عليه عمر الصحابة -رضوان الله عنهم- فقد جمعهم -رضي الله عنهم- لما رآهم متفرقين في المسجد، جمعهم على عشرين ركعة. والرسول ﷺ قال: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها عضوا عليها بالنواجذ... » الحديث، وقال: « اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر ». وهذه السنة استقرت وعمل بها الناس.
وبالنسبة للعشر الأواخر من رمضان: يصلون عشرين ركعة في أول الليل، ويصلون عشر ركعات في آخر الليل؛ لأنه وقت النزول الإلهي، وهذا داخل في عموم الأدلة التي جاءت عن الرسول ﷺ من جهة اجتهاده في رمضان، فكان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره.
لكن ظهر شباب يجتهدون اجتهاداً ليس له أصل، وذلك أنهم يجتهدون من جهة الكم ولكنهم يتركون الكيف، فإذا دخل رمضان يصلون أول الليل أربع تسليمات ومعها الشفع والوتر فتكون إحدى عشرة ركعة؛ لكن هذه الركعات التي يصلونها يمكن أن يصلوها في نصف ساعة أو ثلث ساعة، يقرأ في الركعة نصف صفحة؛ يعني: سبعة أسطر أو ثمانية أسطر، ويقرأ في الركعة الثانية كذا. معنى ذلك أنه يقرأ في التراويح ورقتين.
وبعضهم يقرأ من قصار المفصل، يقرأ في الركعة الأولى -مثلاً- إذا زلزلت، وفي الثانية والعاديات وهكذا.
ولا شك أن الأعمال تتفاضل من جهة كميتها وكيفيتها. وعلى هذا الأساس فالمناسب أن الشخص إن أراد أن يصلّي منفرداً في رمضان فيصلّي كما سنّ عمر -رضي الله عنه-؛ لأن أصل الصلاة في الليل مشروع، وليس هناك عدد محدد. لكن اجتهد عمر وجمع الناس على ذلك، فيصلّي الإنسان إذا صلّى بمفرده عشرين ركعة ويوتر، وفي آخر رمضان يصلّي أول الليل عشرين ركعة، وفي آخر الليل عشر ركعات ويوتر. وإذا صلّى مع الإمام فالإمام يصلّي على هذه السنة، أما إذا صلّى الإنسان صلاة قليلة من جهة العدد؛ وكذلك من جهة الصفة، فلا شك أن الأجر على قدر العمل. وبالله التوفيق.