Loader
منذ سنتين

حقيقة الزهد


  • فتاوى
  • 2021-12-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3928) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: هل معنى الزهد في الحياة الدنيا أن يكون الإنسان ضعيفاً جسدياً؟

الجواب:

        الشخص قد يكون زاهداً فيما حرم الله -جل وعلا- فلا تتوق نفسه لما حرم الله -جل وعلا- لا من المأكولات، ولا المشروبات، ولا الملبوسات، وكذلك في سائر المعاملات التجارية، فيكون زاهداً فيما حرم الله -جل وعلا-، وهذا زهدُ مطلوب. وقد يكون زاهداً في مواضع الاشتباه، يعني: إذا اشتبه عليه مال حرام بمال حلال، أو اشتبهت عليه معاملة في أن تكون مشروعة أو غير مشروعة، ولم يتبين له الأمر، فإنه يزهد في هذه المعاملة، وفي هذا المال، عملاً بقوله ﷺ: « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ».

        وقد يكون زاهداً في التوسع في الأمور المباحة، فلا يتوسع في الأمور المباحة، خشية من أن يترتب عليها ما لا تحمد عقباه. وليس المقصود أن يكون الشخص زاهداً أن جسمه يكون ضعيفاً، وليس المقصود أن يكون الشخص زاهداً فيترك الطعام والشراب، وليس المقصود من أن الشخص يكون زاهداً أنه يترك الناس، ويتجنب الناس، وينفرد بنفسه. فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم. وبالله التوفيق.