Loader
منذ سنتين

إن المؤمن خُلق مفتناً نسياً إذا ذُكِّر ذكر، هل الذنب إذا يكون معلوم للشخص أو أنه المقصود به عموم الذنوب؟


  • فتاوى
  • 2022-03-02
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11630) من المرسلة السابقة، تقول: قول الرسول ﷺ: « ما من مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو قائم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا »[1]، إن المؤمن خُلق مفتناً نسياً إذا ذُكِّر ذكر، هل الذنب إذا يكون معلوم للشخص أو أنه المقصود به عموم الذنوب؟

الجواب:

         يقول الله -جل وعلا- في الحديث القدسي: « يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب فاستغفروني أغفر لكم »، والإنسان يذنب بسمعه، وببصره، وبيديه، وبلسانه، وبإشارته برأسه وبقدمه، وبفرجه، وببطنه، كل هذه مصادر للمعاصي، والشيطان قرين للإنسان كما قال ﷺ: « ما منكم من أحدٍ منكم إلا ومعه شيطان، قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟ قال: حتى أنا، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ».

        فكل مخالفة في باب الأمر؛ يعني: يترك الإنسان أمراً واجباً أو يترك أمراً مندوباً، كل هذا من تأثير الشيطان، وقد لا يحس الشخص بذلك، وهكذا بالنظر إلى ارتكاب المحرمات، ولهذا الرسول ﷺ قال: « العين تزني وزناها النظر ».

        فالمقصود هو أن ارتكاب شيء من المحرمات كل ذلك من الشيطان، وترك شيء من الواجبات أو من المندوبات كل ذلك من الشيطان؛ لكن ترك المندوب هذا ليس بذنب، إنما ترك الواجب دون عذر شرعي هذا ذنب، وفعل المحرّم دون عذرٍ شرعيٍ هذا -أيضاً- ذنب، وهكذا الإنسان لو أصر على صغيرة من صغائر الذنوب أو ما إلى ذلك، فإنها تتحول إلى كبيرة. وكثيرٌ من الناس يراقب غيره ولا يراقب نفسه. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير(11/304)، رقم(11810).