Loader
منذ 3 سنوات

حكم أداء صلاة العشاء بعد المغرب بربع ساعة


  • الصلاة
  • 2021-06-25
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (619) من المرسل السابق، يقول: عندنا أغلب سكان القرى والريف يصلون المغرب والعشاء وليس بينهما فرق أكثر من ربع ساعة، فهل هم على حق مع أن أغلبهم ليس على علم، وإذا نصحناهم لم يقبلوا النصيحة، ونحن نحب الصلاة جماعة؛ ولكن نخشى أن نكون قد بكّرنا بها قبل وقتها؟

الجواب:

كلّ صلاة من الصلوات الخمس لوقتها بداية ونهاية:

فبالنسبة للظهر يدخل وقتها بزوال الشمس، ويخرج وقتها إذا كان ظل الشيء مثله مع فئ الزوال ثم يدخل وقت العصر ويمتد وقت الاختيار للعصر إلى اصفرار الشمس، ثم يدخل وقت المغرب إلى غروب الشمس، ثم يدخل وقت المغرب بغروب الشمس، ويمتد إلى غروب الشفق، ثم يدخل وقت العشاء، ويمتد وقت الاختيار للعشاء إلى نصف الليل، ثم يدخل وقت الاضطرار لصلاة العشاء من بعد نصف الليل إلى طلوع الفجر، ثم يدخل وقت الفجر بطلوع الفجر، ثم يمتد إلى طلوع الشمس هذه هي أوقات الصلوات الخمس.

فالمسلم إذا صلّى الصلاة في أول وقتها، أو في وسط وقتها، أو في آخر وقتها؛ بحيث إنه قد أدى الصلاة كاملة في وقتها؛ يكون قد أداها على الوجه المشروع. وإن كان من أداها في أول وقتها يكون سابقاً إلى هذا الخير؛ وهكذا بالنسبة لصلاة الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر.

أما تأخير الصلاة عن وقتها أو تأخير جزء منها بحيث يصليها الإنسان بعد خروج وقتها، فهذا لا يجوز؛ لأن الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- حدد هذه المواعيد، وقد حددها له قبل ذلك جبريل، وجاء أصل ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا"[1].

فالمقصود أن هذه الأوقات جاء أصلها في القرآن، وبيّنها جبريل للرسول وبيّنها الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- لهذه الأمة؛ فعلى العبد أن يلتزم بهذه الطريقة الشرعية؛ أي: إنه يصلّي الصلاة لوقتها.

ومما يحسن التنبيه عليه هنا أن الإنسان قد يعرض له عارض لا يتمكن معه مطلقاً من أداء الصلاة في وقتها؛ كما إذا نام، ففي هذه الحال يصلّي إذا استيقظ، لقوله : « من نام عن صلاة أو نسيها فليصلّها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ».

وهناك تنبيه آخر بالنسبة إذا جمعت الظهر مع العصر، أو جمعت المغرب مع العشاء: إن جمعت العصر مع الظهر صليت في وقت الظهر، أو جمعت الظهر مع العصر في وقت العصر؛ وكذلك بالنسبة للمغرب والعشاء، وهذا في الأحوال التي يجوز فيها الجمع؛ كما إذا كان الإنسان مسافراً فإنه يجمع جمع تقديم أو جمع تأخير على حسب اختلاف الأحوال، فإن المسافر إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخّر الظهر إلى العصر، وإذا ارتحل بعد أن تزيغ الشمس قدّم العصر وصلاها مع الظهر في وقت الظهر؛ وكذلك بالنسبة للمغرب إذا ارتحل قبل أن تغرب الشمس أخّر المغرب إلى العشاء، وإذا ارتحل بعد أن تغرب الشمس قدّم العشاء وصلاها مع المغرب في وقت المغرب.

والمقصود أن الشخص يتقيد في أداء هذه الصلوات في أوقاتها إلا بالنسبة لما إذا كان معذوراً عذراً شرعياً؛ كالنوم أو النسيان. وكذلك إذا كان من الأشخاص الذين يسّوغ لهم الجمع بين الظهر والعصر، أو الجمع بين المغرب والعشاء. وبالله التوفيق.

المذيع: يفهم من فضيلتكم في تحديد وقت الصلاة التي تنطبق على حالة هؤلاء الذين لا يتركون بين المغرب والعشاء إلا ربع ساعة: أنهم يصلون المغرب في آخر وقتها والعشاء في أول وقتها؟

الشيخ: إذا كان أداء صلاة المغرب يستغرق ربع ساعة وبعد سلامهم مباشرة يدخل وقت العشاء وبعد ذلك يباشرون صلاة العشاء يكونون قد صلوا المغرب في آخر وقتها، والعشاء في أول وقتها؛ لكن هذا يحتاج إلى معرفة مقدار الوقت الذي يحتاجونه لصلاة المغرب، هل فرغوا من صلاة المغرب عند انتهاء وقت المغرب مباشرة؟ أو قبل انتهائه؟ أو بعد دخول صلاة العشاء؟

فالمقصود هو ما سبق من جهة أن المسلم يتنبه لنفسه من ناحية أداء الصلوات في أوقاتها الشرعية. وبالله التوفيق.



[1] الآية (78) من سورة الإسراء.